طمأن دكتور سجن نفحة،
المشكوك في دكترته، أكاديميًا، وإنسانيا، الأسرى. هو أقرب إلى السمكرة، منه إلى
الطب، أن أوزانهم ستستقر أخيرًا، ليس فقط لأنَّها وصلت أدراكها السفلى، بل لأنَّه
تمكَّن من ضبط ذلك. ربَّما يطبق نظريات فوكو، عن الضبط والربط!
عندما سألت عددًا من
الذين أُفرج عنهم من سجون الاحتلال مؤخرًا، تبيَّن لي أنَّ الأسير فقد 22 كلغم، في
المتوسط، منذ السابع من أكتوبر الماضي.
لسلطات الاحتلال
تاريخ هندسي؛ هندسة القيادات، بالإبعاد، والاغتيال، والإعلام، والاشاعات،
والابتزاز، وهندسات أخرى. والآن تدريبات على هندسة أجساد الفلسطينيين. والنماذج
البحثية هم الأسرى خلف قضبانها.
قال الدكتور، المسمكر،
التي يمكن أن تتحوَّل سماعته الطبية إلى أداة تعذيب (رواية المسكوبية، 2010م):
سيتناول كل منكم ملعقة مربى يوميًا، للحفاظ على مستوى السعرات الحرارية!
يتناول الأسرى في
معتقل نفحة، أو أقسام منه على الأقل، ملعقة المربى. يجمعون فتات الطعام الذي يُقدم
لهم، حتى العشاء، يتناولون ما تجمَّع، في وجبة واحدة، حتى لا يغفون على طوى.
قرأت، قبل سنوات،
دراسة مترجمة في مجلة كويتية متخصصة، أجرتها أميركا، على الجوع، بعد انتهاء الحرب
العالمية الثانية، للاستفادة منها في مشروع مارشال. تطوع كثيرون، والنتائج مذهلة.
بعد سقوط المنظومة
الأمنية الاحتلالية، التي كانت سببًا في تسويق التقنيات الأمنية للدول العربية،
ودول أخرى، بما فيها أميركا (كتقنيات بناء جدران العزل). فإنَّ الاحتلال، ربما
يخطط لتسويق دراساته على أجساد الأسرى الفلسطينيين، هو يستخدم نحو 10 الف عينة.
سيفرح الحكام العرب،
عندمل يشترون نتائج الدراسة، والتي توصي بتناول كل مواطن ثلاث ملاعق مربي يوميًا.
وبلاش الأكل. لتعش الرعية على ملاعق المربى.
في فلسطين، السجن
سجون، وليس فقط المعتقلات الاحتلالية. الفلسطينيون، يعيشون في أرخبيلات، وبين الحواجز،
والأسوار. يمكن أن يهندس المحتلون، هيئات قيادية فلسطينية، مستعدة للذهاب، إلى درك
الكومبرادورية التنازلية الأسفل. لكن في فلسطين أيضًا، من امتلك الإرادة، وحرق
مراكب الذل، وذهب إلى الخيارات الأخيرة.
تنتصر، دائمًا، الخيارات
الأخلاقية!
*الصورة للصديق توفيق
عفانة، بعد الافراج عنه من معتقل نفحة الصحراوي.
#توفيق_عفانة
#معتقل_نفحة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق