أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الجمعة، 14 يونيو 2024

متعة ومؤانسة!


 


عزيز مهدي حنَّا،

تحية، على مقربة من "طَيبتك" التي لا تتمكن من زيارتها، في واحدة من تغريبات فلسطينيَّة لا تنتهي. عرفت قريتك منذ الانتفاضة الأولى، عندما زرتها وكتبت تقريرًا عنها، وعن جارتها دير جرير بعنوان: حكاية قريتين! من يومها لم تنقطع صلتي بالطيبة، التي ظهرت في الوثائق القديمة باسم منغَّم: طيبة الاسم النصارى.

تغيَّر اسم الطيبة على مدى القرون، ولكن بقي نسغ ناسها، يلونون حيوات القدس ومدننا، والطيبة نفسها.

أخذني وصفك لصباحات قريتك وأفراحها ومساءتها، في زيارتك لها، بتصريح من الاحتلال، وكذلك لمدن وقرى فلسطينية أخرى، خصوصا إلى مسقط رأسك في طريق الآلآم، قرب قوس هذا الرجل، في أو قرب الزاوية البخارية.

تمنيت أن يتسع مدادك لذكريات أخرى، أظنها ستكون مفيدة، خصوصًا جولاتك مع أمك، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الأردني، وأسفت لأنك لم تذكر اسمها، ما دامت شخصية عامة. وأيضًا فيما يتعلق بشهادتك، التي وجدتها مبتسرة عن والدك المناضل ونفيه عن القدس. لكنَّ حظه، كان أفضل، من والدتك الكريمة. أحببت أن أعرف أكثر عن دور المرأة الفلسطينية، في مفصلٍ ما بعد احتلال ما تبقى من فلسطين الانتدابية.

جزء من كتابك، ولعله الأكبر مساحة، يتعلق بجهد بحثي عن القضية الفلسطينية، ووصف سياحي منقول، عن المواقع التي زرتها. يمكن الاختلاف، وهذا طبيعي، فيما كتبت واستنتجت ووصفت لكنَّني هنا، أرجو أن تسمح لي بمخالفتك، في اعتمادك على الكتاب المقدَّس باعتباره تاريخًا.

أعتقد أنَّ الكتب المقدَّسة كلها، ليست تاريخًا، وغير مطلوب منها ذلك. أظن أن تاريخ فلسطين، ضحية اعتبار هذه الكتب، تاريخًا، ما عطَّل تقديم معرفي عن المكان والزمان الفلسطينيِّين.

كل محتل وفاتح لبلادنا، حمل كتابا مقدسًا في يد، وسيفًا في اليد الأخرى. تثاقفت الاحتلالات وبقينا بدون تاريخ. حتى الشخصيَّة الفلسطينيَّة، ما بعد الكولونيالة البريطانيَّة، تعاني من عقد نقص، تعمقها ثقافات نخب، تشكلت بالرنو نحو الأمبرياليات الأنلجو- سكسونية، أو الروسية، وكذوات كولونيالية، تحاول اقناع المستعمر، الذي شكَّل بلادنا على الصورة التي أرادها، أنَّه يقف مع الطرف الخطأ!

الكتابة، تحرر من المسلمات، أعادة تحرر مستمرة!

أشكرك على ما تركه كتابك، من متعة، ومؤانسة، آملت أن تتسع!

شعب عظيم، لا يهزم!

(مهدي حنَّا، زرت فلسطين، عمَّان 2022)

#مهدي_حنا

#زرت_فلسطين

#أسامة_العيسة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق