أخبرني
خالد، أن لا دخان في رفح، الدخان من الممنوعات. يحظر دخوله إلى قطاع غزة بما فيها
رفح التي تحوَّلت إلى غزة مكثفة.
آوى
خالد في منزله وأرضه المقام عليها المنزل في قرية النصر/ رفح، ثلاث عائلات نازحة
من وطنها إلى وطنها. يعيش النَّاس معًا ويموتون معًا. يبجثون عن النت والدخان،
والشاي والقهوة، والممنوعات كلها معًا.
السيجارة
في رفح تساوي ذهبًا. في سجون الاحتلال منع أيضا الدخان، والشاي والقهوة والسكر،
منذ السابع من أكتوبر. إذا وجدت سيجارة في رفح سعرها، فمحظوظها يأخذها بدولارين.
وإذا تسللت سيجارة للأسرى، فإنهَّا تمرّ على 15 أسيرًا، كحال معتقل النقب (كما
وثقت شهادة أسير أفرج عنه من النقب).
يفتقد
النازحون في رفح في لياليهم الطويلة، ليس فقط الدخان، الذي يمكن أن يساعد على سد
الجوع، واسكات المعدة ومراوغتها، وهذه وصفة مجربة بالنسبة للأسرى في ليالي
الزنازين الطويل، ولكنَّهم يفتقدون الكتب، وهو ما لم يلفت انتباه حتَّى الذين
يرسلون المساعدات، التي لا تصل كلها، بسبب موقف الاحتلال ونظام الثورة المضادة الكامب
ديفدي.
يخبرني
من يتدرب على إدارة إمبراطورية كتب (بالمقاييس الفلسطينيَّة) من مدينة الخليل، عن
وصول نحو 30 طلب حصول على الكتب من رفح. لكن كيف يمكن ارسالها؟ يعتذر ويعتذر ولكن
شغف القراءة لدى شباب وصبايا رفح مستمرًا. طلبوا منه فتح فرع لمكتبته في رفح!
قال
إنَّ الحرب لم تغيِّر في أمزجة القرّاء، ما زالت طلباتهم تشبه ما كانوا يطلبونه
قبل الحرب، حتَّى أنهم ظلوا متطلبين.
-كيف
يا ورَّاق؟!
*يطلبون كتبًا معينة مشترطين تواقيع
مترجمين معينين على الكتب.
-المترجمون نجوم وقتنا!
-صحيح أيها الكاتب. لا تزعل لم يصلنا
أي طلبية لكتبك!
تحتاج غزة كتبًا، وحليبًا ودواءً،
ودخانًا!
تحتاج لنكون نحن هي!
الصورة: بسطة فتاة لاجئة في رفح/ عنن
صفحة خالد خمَّاش
#خالد_خمَّاش
#رفح
#غزة
#الخلبل
#سجن_النقب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق