أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الاثنين، 26 فبراير 2024

سقيًا لبندورة غزة!


 


وسم المحتلون، بندورة غَزَّة، وسمًا غير مرئي عقابًا، لكنَّه كان بالنسبة لنا، في الضفة الغربيَّة المحتلة، تمييزًا لبندورة غَزَّة. يا لبركات السيمياء.

حرب الاحتلال على بندورة غَزَّة، طويلة ومؤلمة، وآخرها، قبل المأبدة الحالية، اشتراط إزالة القَمَعَة الخضراء عن كل حبِّة بندورة، لتصديرها من غَزِّة إلى الضفة الغربيَّة.

القَمَعَة هي جزء حبل السُّرَّة الذي يتمسَّك ببقائه مرتبطًا بالحبِّة. احترنا في تفسير الأمر العسكريِّ الاحتلالي القراقوشي. قيل إن إزالة القَمَعَة تقلِّل الحياة المتوقعة لحبِّة البندورة. مما يجعلها غير قادرة على منافسة البندورة الاحتلالية. حرب بندورة بين بندورتين ستتطور لإبادة حقول البندورة الغزية، وناسها.

في زمن معيَّن استعانت عصابات لبنانيَّة فاشيَّة، من العهد القديم، حيلة لتمييز الأعداء، من خلال الطلب من المارين على الحواجز لفظ كلمة بندورة، إذا قالها باللهجة الفلسطينيَّة، فالإعدام سيكون من نصيبه. خطَّة مجربة من زمن بني إسرائيل القدماء ببركة الإله يهوا. واقعة مشابهة وقعت في هاييتي، ربَّما تعلموها من فاشيي شرقنا.

في زمن الوهم العقلاني، كنَّا نحاجج الراديكاليِّين المشككين في قدرة دولة فلسطينيَّة على حدود حزيران 1967م، أنها ستصمد بمقومات بندورة أريحا وغزة.

يا أُمْ البندورة، يا غزة، في الضفة الغربيَّة، خنا بندورتك. نتناول البندورة دون وخزات ضميرية.

يا أمْ البندورة، الآن أصبحت لفظة بندورة رمزًا لزمن عربي رديء. وما أكثر أزمنة العرب الرديئة.

عدسة: فادي سند

#غزة

#فادي_سند

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق