أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الثلاثاء، 27 فبراير 2024

باسم بنا وبدوننا!


 


ارتبطتُ بصداقة مع عائلة الخندقجي المناضلة والتقدميَّة، الحاضر باسم فيها، وفينا، دائمًا، والنشاطات الأدبيَّة واللقاءت الشخصيَّة في نابلس، ورام الله، وبيت لحم، ومخيم الدهيشة.

لن تفارقني أبدًا صورة العم أبو صالح في المكتبة الشعبيَّة في نابلس، وهو يواصل مهمته التنويرية وتقاليد نشر الثقافة باعتبارها مقاومة، والتي لها جذور في العمل السريِّ في الأراضي المحتلة.

اهتم العم أبو صالح المبتسم دائمًا، حتى رحيله دون رؤية باسم خارج القضبان، بنشر مقالات باسم المهربة، ولاحقًا، مع العم خالد أبو يسار، والأشقاء، بنشر الروايات.

اضطر أبو يسار، إلى تقليل حضوره الكفاحيِّ الشعبيِّ على الدوَّار، ليهتم أكثر بالمكتبة، ورفع أسهمها الوطنيَّة والثقافيَّة.

شرفتني العائلة، بقراءة الرواية الأولى أو الثانية لباسم قبل نشرها. كانت بالنسبة لي تجربة في معرفة المستحيلات التي يقهرها باسم، ليخط كلماته، وحرمانه، من مراجعة وتدقيق كلماته، أمَّا كيفية تهريبها فهذه ملحمة أخرى.

حظيت أيضًا بمكالمة هاتفية مبتسرة من باسم. كان أبو يسار، والأشقاء وهم يتولون نشر ابداعات باسم في العالم العربي، رغم امتلاكهم لدار نشر، على ثقة بوصول باسم إلى البوكر. وعندما حدث ذلك، فُتحت النيران على باسم.

دولة الاحتلال تراه "إرهابيَّا" تمكنت أجهزتها الأمنية من القبض عليه، والحكم عليه بالسجن المؤبد. فبدأت حملة تحريض ضد "الإرهابي" الذي وصل لقصيرة البوكر العربية، استتبعت اصدار بيانات من مؤسسات فلسطينية، من وظائفها التنديد والاستنكار.

هذه المؤسسات نفسها صمتت على تحريض رخيص على باسم من أصوات فلسطينيَّة، بدأ مع وصول روايته إلى قائمة البوكر الطويلة.

توقعت أصوات قُراد كلاب الشوارع، فوز باسم بالبوكر "لأسبابٍ سياسيَّة". كيف عرفوا؟ مش مهم. الأهم هو الطعن، تبطينًا أنهم أكثر "وطنيَّة" من باسم

هذا نوع من الاغتيال المعنوي الرخيص، ليس فقط لنصٍّ أدبي، وإنما لشخص صاحبه قابع في زنزانة احتلالية، وغير قادر على الرد، إذا انتبه لمثل هذه الأصوات الحقيرة، التي لم ترفع صوتًا ضد الاعتقال السياسيِّ، أو الفساد الثقافي، أو منع الكتب.

الاغتيال المعنويِّ، يشمل ذمم أعضاء لجنة التحكيم، غير ما يشي الموقف من وصاية على عقل القارىء بشأن رواية قد لا يكونوا سمعوا بها قبل البوكر.

باسم قوي بنا، وبدوننا. للكلمات، عندما تكون كلمات، تمتلك الأجنحة، أمَّا البصاق، فينتج رذاذًا يبلل وجوه أصحابه الكالحة.

#باسم_خندقجي

#قناع_بلون_السماء

#القائمة_القصيرة_للبوكر_العربية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق