داهش بك..بعيون مصرية..!

 

داهش بك، الدكتور داهش، سليم العشي، ابن بيت لحم والقدس وبيروت، نبيّ القرن العشرين، كما وصفته في مجانين بيت لحم، في رواية مصرية بعنوان: رابطة كارهي سليم العشي، للروائي سامح الجباس. أمر يستحق الاحتفال.

في عام 2017م، قرأ الكاتب المصري سامح الجباس في "رواية أقرب لكتاب"، لكاتب فلسطيني عن "شخصيات من بيت لحم في القرن العشرين"، عن سليم العشي، كم قال في لقاء مع الصحفي إبراهيم عيسى في برنامج لديَّ أقوال أخرى، دون أن يذكر اسم مجانين بيت لحم، أو الكاتب، ليبدأ رحلة بحث استمرت ثلاث سنوات عن شخصية داهش بك، نتج عنها روايته.

في البرنامج الذي بث قبل شهرين على اليوتيوب، يقول: "أول مرة أقرأ عن داهش في فصل قصير جدًا".

حديث الروائي الجباس ممتع ومدهش، خصوصًا ما أفضى بحثه، إلى الكشف عن تأثيرات لداهش، في أدب كتّاب كبار مثل توفيق الحكيم، ونجيب محفوظ، بل إنّه توصل إلى إنه إحدى شخصيات رواية (مرايا). هذا أمر هام. عندما قرأت رواية محفوظ عام 1986م، لم أتعرف إلَّا على شخصية سيّد قطب، رغم الجهد المحفوظي في التمويه. من ضمن الأشخاص الّذين عرفوا داهش أو تأثروا، كما يذكر الجباس، حسن البنّا.

أجد نفسي، مضطرًا للإشارة إلى بعض ما ذكره الأستاذ الجباس، عن روايته التي لم أقرأها، دون الانتقاص أبدًا من جهده البحثي، ثم روايته التي امتدت على أكثر من 500 صفحة، وتحظى بتقدير القرّاء والنقاد، حسب ما جاء في البرنامج.

-يقول الجباس إنه أوّل مرة قرأ عن داهش في الرواية التي "هي أقرب إلى كتاب"، في فصل قصير جدًا. بالعودة إلى مجانين بيت لحم، وجدت أن ما يتعلق بداهش بك يمتد من ص 22 إلى صفحة 40 (الطبعة الأولى 2013/بيروت)، ويتضمن الفصول التالية:

*لماذا نفى ساحر النساء صفة السحر عنه؟

*كيف دهش داهش، جبرا وشرابي؟

*كيف تصبح الحمامة الذبيحة شهيدة؟

-يقول الأستاذ الجباس إن أوّل فصول روايته عن ماجدا حداد، التي انتحرت احتجاجًا على اعتقال السلطات اللبنانية للدكتور داهش، وفي رواية مجانين بيت لحم فصل عن ماجدا ومعاناة عائلتها وعلاقتها بالرئيس بشارة الخوري بعنوان: كيف تصبح الحمامة الذبيحة شهيدة؟

-يقول الأستاذ الجباس، إنّه اكتشف أن جبرا إبراهيم جبرا كتب عن داهش في سيرته البئر الأولى، ما ساهم في تحفيزه للاهتمام بداهش، وفي مجانين بيت لحم عرض لذلك في فصل: كيف دهش داهش، جبرا وشرابي؟

-يقول الأستاذ الجباس في اختلافات في تفسير اسم داهش، نسبته إلى مخيم الدهيشة، وهذا "اجتهاد" خاص جدًا بمجانين بيت لحم، جاء في الرواية على لسان الراوي صاحب الهويات المتعددة كما ذكر في المجانين: "مصدري في سبب تسمية الدهيشة هو جورج غانم العازب المخضرم". وقد يعتقد ناقد مدقق، أن ذلك كان تكئة روائية، لزج داهش في معمعان الرواية. سلام على روحك يا جورج، وعلى حواراتنا الصباحية الممتدة في محلك في المدبسة، التي تحوّلت من شانزلزيه بيت لحم، إلى حيٍّ تريّف.

-كلام الأستاذ الجباس على ما نسب لداهش أنّه يستطيع المشي على الماء ولا يفعل ذلك، احترامًا للمسيح، منسوبًا لرجل دين مسيحيّ، هو نتيجة بحث خاص بمجانين بيت لحم، نتج عن لقاءات متعددة مع الراحل الأب يعقوب الذي كان راعيًا لكنيسة مار افرام في بيت لحم، وهو عراقي له تجارب أدبية، وفي الرواية تفصيل حواره مع داهش في بيروت.

-حديث الأستاذ الجباس، عن أنّ هناك من يشير إلى أسبقية داهش في القصيدة الحديثة من نازك الملائكة، وبدر شاكر السياب، هو اجتهاد خاص، نشرت عنه في منتصف التسعينات، بعد الاطلاع على مؤلفات مبكرة لداهش، وضمنته رواية المجانين، ويحتاج، بالطبع، إلى اختبار أكاديميز

هذه الملاحظات لا يقصد بها أبدا الانتقاص من جهد الأستاذ الجباس، وبحثه الذي كشف فيه عن الجديد في ما نجهله عن داهش. هي فقط مجرد توضيحات، قد تهم بعض النقاد ممن يستهويهم المقارنة، بين أحد شخوص رواية، ورواية خصصت لهذه الشخص.

لم أرغب أبدًا في هتك أسرار مجانين بيت لحم، سيأتي الوقت المناسب لذلك، أو ربّما من الأفضل، أن تظلّ بدون هتك الأسرار، أعتقد أنّني لم أكن لأكتب هذه الملاحظات، إلَّا لملاحظتي أن من الباحثين الفلسطينيين، من يذكر أمورًا عن داهش، هي في الواقع اجتهادات وردت في مجانين بيت لحم، وفي مقالات لي خارج الرواية، تبقى اجتهادات مفتوحة الاحتمالات والنقاش، منها مثلاً المقارنة بين داهش وشخصية فاوست لعظيم الألمان غوتة. قرأت لدى أحد المؤرخين الإشارة إلى ذلك، دون الإشارة إلى المصدر أو مناقشتها، وتحليلها، وربما تفنيدها.

رابط المقابلة المشار إليها أعلاه:

https://www.youtube.com/watch?v=VBAkkd7HT9U

#سامح_الجباس

#رابطة_كارهي_سليم_العشي

#إبراهيم_عيسى

#مجانين_بيت_لحم