أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الخميس، 9 ديسمبر 2021

صبا مبارك..من بطلةٍ إلى خائنة..!


لا أعرف إذا كانت الممثلة صبا مبارك، قد خضعت لفحص، منسوب الوطنية لديها أم لا؟ ولكن يبدو أن الأمر حسم، من قبل غوغاء الوطنيّة الفلسطينية ونخبها، فهي خائنة.

يبدو الأمر غريبًا، فمبارك، ظهرت كبطلة فلسطينيّة في مسلسل المخرج التونسي شوقي الماجري: الحصار. للراحل الماجري فلسطينه، ولكنّها فلسطين، أبية، متعالية، ميتفازيقية، فوق طبيعية، متخيلة، صحيح أن لكلٍ منا فلسطينه المتخيلة، لكن فلسطين الماجري، بدت لي غير واقعية، ولا أقصد، بالطبع، تلك الواقعية المبتذلة.

تظهر البطلة صبا مبارك كـ «امرأة خارقة» في المسلسل، تهدد بتنفيذ عملية تفجيرية في دولة الاحتلال، إذا صُورت في شريط مخل. ونحن نعلم كم هو موضوع التفجيرات هذا حسّاس بالنسبة لمخابرات الاحتلال، حتى أنها حاكمت فلسطينيا لأنه حلم بتنفيذ عملية. وتكثر البطلة من البصاق في وجه المحقق والمحققة من دون أن يكون لديهما أي ردة فعل، وهو عكس واقع التجربة الاعتقالية التي جربها نحو ثلث الشعب الفلسطيني منذ بداية الاحتلال. ولا يمكن أن توجد مثل هذه الحالة التي يمكن أن يطلق عليها «ديمقراطية المحققين»، على الأقل في ما يخص الاحتلال الإسرائيلي. فمن هو المحقق في أي جهاز أمني في العالم الذي يبصق عليه، مرارًا مع من يحقق معهم، ولا يتخذ أي إجراء ضدهم؟

تنسحب الصورة المشوهة لليهوديّ، التي تبناها المسلسل، على شخصية مجرم الحرب شاؤول موفاز، رئيس أركان الاحتلال إبان اجتياح 2002م، الذي بدا من خلال تصريحاته وتحركاته على الأرض كما يذكر المشاهد العربي، رابط الجأش حتى وهو في قمة غضبه خلال سنوات الانتفاضة، كذلك عندما أشرف على ارتكاب مجزرة مخيم جنين. لكن في المسلسل، يظهر  كشخصية عصبية، كاريكاتورية، أشبه بالجنرالات العرب الذين يصلون إلى مناصبهم من دون موهبة أو دراسة.

في فيلم الماجري مملكة النمل، ومنذ المشاهد الأولى تظهر البطلة الخارقة، مرّة أخرى، وهي صبا وهي تبصق على الجنود، بينما يبدي الضابط المتعجرف، رباطة جأش، يظهر ديمقراطيًا فلا يعاقبها على ذلك..!

طبعًا النوايا الطيبة، والمشاعر الوطنية، ليست شرطًا، للفن، وها هم من تحمسوا للبطلة صبا مبارك، يحاكموها، في ثقافة السماع حول فيلم أميرة، ويلقون بها، هكذا مرّة واحدة، في بئر الخيانة، ومطالبته، وطاقم الفيلم، بإعلان التوبة.

أيّة محاكم تفتيش تفتي؟ وهذه المرّة من قبل الضحية.

المجتمعات التي تمنع الأفلام، والروايات، ويمارس فيها المناضل، الاعتقال السياسي، وتقمع مقاومتها، المتظاهرين، وكتّابها يزهون بـتأطرهم، وأطرهم، لن تنتصر أبدًا، حتى لو بعد ألف عام وعام.

#صبا_مارك

#شوقي الماجري

#فيلم_أميرة

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق