آخر تجليات الصديق
العزيز، أسامة العيسة
الرواية عن قصص الحب
العابرة للأديان والقوميات، عن امرأة من الشرق، كيف عاشت وكيف عانت وكيف زنت.
وكيف وَرَثَ الشرق
خطيئة الزنى كفعل فردي مؤنث، يوصم المرأة بمفردها، ويتخطى الرجل وبخاصة عندما يكون
الزاني سيد في قومه..
يقول العيسة في أحد
مقاطع الرواية:
"الزاني سيفلت
من العقاب هذه المرة.. مثل كل الزناة".
مواجهة بين كنعانية
وإسرائيلي تتحول إلى مواجهة مع رب اليهود وسفر التكوين والعهد القديم برمته.
بطلة الرواية
"تمارا" فتاة كنعانية حالمة وابنة الكاهن "شوا"، ارتبط اسمها
في التوراة بالوقوع في الزنى مع حماها يهوذا ابن يعقوب.
وفي المقابل يوجد
غريمها الإسرائيلي "يهوذا"، أحد أبناء يعقوب الاثنى عشر وشقيق سيدنا
يوسف.
"لا أحد تجذبه
قصص المهذبات".
هكذا مهدت تمارا
لنفسها، وصدمت القراء في الصفحات الأولى، ووضعتنا أمام مرآتنا المشوهة..
في التمهيد أيضاً،
انحاز الأستاذ العيسة لبطلته وقدمها على أنها: "رمز الألوهة المؤنثة، الأم
الكبرى، الفرج، الممر الإجباري لكل البشر".
على الجانب الآخر
أدان كل ما يمثله يهوذا:
"كان يريحه منظر
الدم المسفوك".
وفي مقطع آخر يسقط
على واقع اليوم:
"يهوذا قاتل
وسارق أرض، توسع وقومه على حساب أرضنا بالاحتيال على ناسنا الطيبين الذين لم
يخبروا شرا مثل شرور يهوذا وقومه".
تبدأ الرواية بلقاء
يجمع تمارا و"عير" الابن البكر ليهوذا كبير العبرانيين..
تنشأ بينهما قصة حب
تتعارض مع التقاليد والشرائع التوراتية والكنعانية..
غير أن الحب ينتصر في
النهاية ويتزوج الحبيبان، ثم لا يلبث أن يصاب "عير" بالحمى ويموت بعد
الزواج مباشرة.
تقطع تمارا وعدا
لزوجها قبل موته بأنها ستتزوج من أخيه "أونان" وسيكون الولد الأول، فاتح
رحمها ابنا له.
بمباركة ودعم يهوذا
تتزوج تمارا من أونان ليواصلا محاولة استكمال السلالة المقدسة.
لكن أونان يموت هو
الآخر، وتصبح تمارا أرملة من جديد، ثم تحيا كرهينة لعائلة يهوذا لسنوات طويلة في
انتظار أن يكبر الابن الثالث "شيلة" ليتزوجها ويتمم مخطط الانجاب.
"اقعدي أرملة في
بيت أبيك حتى يكبر ابني شيلة".
تمر سنوات ويخلف
يهوذا وعده التوراتي لتمارا خوفا من فقدان الابن الثالث إذا ما تزوج الكنعانية
المنحوسة. تماما كما خلف وعده لأبيه "يعقوب" قبل عقود وخطط لإلقاء شقيقه
"يوسف" في غياهب الجُب، قبل أن يقترح بيعه بعشرين من الفضة
للإسماعيليين.
يماطلها يهوذا:
"انتظر إشعارا
من الرب".
تتأكد تمارا التي أضاعت شبابها هباءًا من نواياه وتقرر أخذ زمام المبادرة..
تخلع ثوب الحداد
وتتنكر في ثياب زانيات المعبد المقدس ثم تَكمن لـ يهوذا في مدخل وادي العينين..
بثوب مشقوق وخمار
يغطي وجهها تعترض طريقه إلى "تمنة" عارضة جسدها كبضاعة مقدسة يذهب ريعها
إلى أدونات المعبد.
لا يملك يهوذا
المقابل اللازم لاتمام الصفقة فيرهن لديها خاتمه وحزامه وعصاه، كما خططت..
تختفي تمارا بعد أن
حملت في أحشائها ثمرة يهوذا دون أن يعرف أنها كنته.
بعد أشهر يعلم يهوذا
بحمل تمارا فيصرخ:
لقد زنت ابنة الكاهن،
احرقوها.
يحاصر الرعاع منزل
تمار تمهيدا لحرقها فتبوح بسرها وبأن والد الطفل هو كبيرهم يهوذا، وتمنحهم
الدليل.. الخاتم والحزام والعصاة.
يعترف الأرخن يهوذا حامل لواء السلالة المقدسة
بالطفل ويطلب الصفح من يهوه ومن الإسرائيليين.
تنتهي الرواية
بانتصار تمارا ويخرج من نسلها أنبياء وملوك، وتنجب لـ يهوذا "فارص"..
أحد أسلاف كلا من النبي داود والكنعاني الخالد/ المسيح عيسى بن مريم عليه السلام..
تصفهم تمارا:
"يأتون ويغادرون دون أن تتطهر أرضكم".
الرواية إضافة كبيرة
ومهمة للمكتبة العربية.. عمل أدبي ميثولوجي رفيع وسباحة تاريخية تفكك وتعيد قراءة
القصة التاريخية المشهورة في (سفر التكوين:٣٨)، ولكن هذه المرة من زاوية كنعانية
تنتصر للمظلومين وتبعث رسالة من أحد أحفاد عشتار مفادها..
“إن المقهورين
والضعفاء يستطيعون أيضا كتابة التاريخ”.
سنة سعيدة على ابن
بيت لحم العزيز أسامة العيسة.
وعلى جميع الأهل
والأصدقاء
#محمد_لبيب
#الإنجيل_المنحول_لزانية_المعبد
#المؤسسة_العربية_للدراسات_والنشر
#منع_في_عمّان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق