أن تقرأ عن الأطفال الشُّهَداءُ..
فــ"تَراهُم" و"تلمَسَهُم"
نعم، هذا ما تفعله كتابة المبدع أسامة
العيَسَة بقارئه/قارئها، فهي تجعله يرى ما يقرأ ويلمسه ويشمّ رائحته ويتذوّقه.
لذلك فإنّهم، بالنسبة إلى هذا القارئ، شهداء يتمنّى القارئ أن يكون معهم. فهُم
شُهَداءُ "حُب الحياة"، شُهَداءُ "الحريّة"
و"الكرامة"!
فأطفالُ/ شُهَداءُ العيَسَة ليسوا أسماء
فقط، إنّهم مشاعرُ وأحاسيس وحكايات وبيوتٌ وآباء وأمّهاتٌ وجيران وأصدقاء ومدارس
و.. انتفاضات لا تتوقّف.
دَمُهم شِريانٌ لحيواتٍ جديدة، وأرواحُهم
طُيورٌ لا تكلّ من التّحليق، وقلوبهم عامرةٌ بحُبٍّ عظيم وشوقٍ هائل لمُلاقاة
أحلامهم الذّاهبة في وطنٍ يعيشون لأجله فلا يموتون، وأمّا عقولهم، فقد تجاوزت
الزّمن "العاديَّ"، وباتت أكبر من الأسطورة
"المحلومَة"،وخارجَ الأطُر المألوفة. فمن هُم هؤلاء "الشُّهَداء"
الذين لا تكاد تعرفهم حتى تنخرطَ في "شهاداتهم"؟!
لعلّ الغالبية العظمىممّن عرفوا انتفاضات
الفلسطينيّين ضدّ الكيان الصهيونيّ العنصريّ، عرفوها عبر الصورة، وعن بُعد، ويأتي
كتابُ العيَسَة هذا ليغوصَ فيها، في روحها وأعماقها، من خلال "أبطالها/
ضحاياها" الأوائل، خصوصًا الانتفاضة الأولى (1987)، وانتفاضة الأقصى (2000).
فهو يخصّص كتابَه لأرواح شُهَداء الانتفاضَتَين من الأطفال، فيسمّيهم
"شُهَداء الربّ"، و"ضحايا يَهوه"، لأنّهم ضحيّة قوّة خرافيّة-
أسطوريّة ترتبط بالدّين وتتستّر خلفَ مقولاته، فيما هي تمارس أبشعَ جريمةٍ على وجه
الأرض.
ولقارئ هذا الكتاب أن يتوقّع الفصل بين زمن
ما قبل قراءته وزمن ما بعد القراءة، فهو إذ ينتهي من قراءته سيكون شخصًا آخر يختلف
عمّا كان عليه قبل ذلك. ستعرّف على عوالمَ وأسرار وخبايا الجريمة الصهيونية من
جهة، وعلى عوالم الشُّهَداء ودوافعهم، في ضَعفهم كما في مواجهتهم وبطولاتهم، من
جهة مقابلة!
أسامة العيَسَة: عرفناروائيًّا مبدعًا
ومحلِّلًا بارعًا يتنقّل بين الميثولوجيا والواقع بقَدْر كبير من الرشاقة والعمق.
ونتعرّف عليه، في كتابه هذا، خائضًا في الدّم "من الوريد إلى الوريد"!
#عمر_شبانة
#العائدون_للنشر
#معرض_عمان_الدولي_للكتاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق