عرفت الدكتور
علي صلاح زميلاً في نفس الصف في مدرسة الخضر الثانوية، ثم استاذي في جامعة القدس
المفتوحة في بداياتها، وعرفته أكثر صامدًا في أرضه في جبل النبي دانيال، أحد أعلى
جبال القدس ارتفاعًا، الّذي أقيمت عليه مستوطنة نفي دانئيل، وسرقت الكثير من أرضه،
ولأن أطماعها ما زالت مشرعة، فإن وجوده، فلاحًا في أرضه أصبح تحديًا، يواجه خلع
أشجاره والاعتداء على أرضه بمزيد من الحب لها.
علي شخص دمث،
وتسكنه حكمة الفلاح الفلسطيني الفطرية، الذي أمن بأن أي احتلال وغزو لفلسطين، منذ
الاف السنوات، لم يكن سوى قدر محتم، الثورة عليه، تزيد وضع الفلاح تقهقرًا. فيحترف
الصبر، حتى يفعل القدر مفاعيله، ولكن محتلاً أسوأ يستلم الأرض من محتل.
لفظ علي، الذي
يؤمن بأن الحياة ليست سوى رمشة عينن تمضي سريعًا، ليلة أمس، أنفاسه الأخيرة في
أرضه، أراد أن يمضي فيها أكير وقت، قبل التزامات شهر رمضان.
علي شهيد الأرض
التي عشقها، وهو ثالث شهيد من صفنا من بلدة الخضر، سبقه الشهيد فايز إسماعيل، ابن
الشهيد أبو الراتب من الكتيبة الطلابية في جنوب لبنان، والدكتور أحمد نعمان، الذي
قُتل خلال عمله الصحي.
كم أصبح عدد
الزملاء والأصدقاء الشهداء؟
قبل أربعة أيام
قاد عاشق الأرض، زملاءه في جامعة القدس المفتوحة، في جولة على أراضي بتير، وحثهم
على توثيق العلاقة بالأرض بالمشي فيها، مؤكدًا أن الحياة رمشة عين، قد تنتهي
بسرعة، وكأنه كان يتحدث عن نفسه.
**
الصورة للدكتور
علي خلال جولة بتير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق