تعرفونني باسم أثمار، أو تمَار، ويمكن أن يكون أسهل عليكم، أن تنادونني تمارا، فهو اسم شائع لديكم، دون أن يعرف كثيرون معناه، ولكنّني أحب أن تتخطوا ذلك كله، وتسموني نخلة، وهو معنى اسمي الّذي تلفظونه بتلك الصيغ الثلاث، على الأقل، وأحب، أيضًا، أن يكون لي فعلاً، من اسمي ثمرًا، ولا يجب أن يغيب عنكم، بأن النخلة في شرقي الّذي عشته، هي رمز للألوهة المؤنثة؛ الأُمْ الكبرى، الفرج، الممر الإجباري لمرور البشر منه، ولكن منهم من يتنكر، وينكر، وأدى تضافر المتنكرين والمنكرين، إلى انقلاب على الأم الكبرى، ليتسلم الرجال مقام الألوهة، والنبوة. لم يختر والدي الكاهن اسمي، لسبب ديني فقط، وإنما أيضا ممنيًا النفس أن تكون ابنته جميلة تقطر منها الحلاوة، كالتمرة، ومنتصبة القوام، شامخة كالنخلة، الّتي لا نعرف غيرها من أشجار قادرة، وهي تعلو على تصحيح مسارها، فلا تنمو مائلة، وإنما مستقيمة، وهكذا أراد والديّ أن يكون سلوكي، فلا أجلب لهما كلام النّاس، ورغبوا أن أكون مفيدة لهم ولناسي، فلم تكف والدتي، وهي تهز مهدي، عن الإنشاد معددة فوائد النخلة أل 360، على عدد أيّام السنة، فأنام قبل أن تكمل أنشودتها، وربّما كنت أصحو، كما أكدت لي مرارًا لاحقًا، فأجدها تكمل التعداد، وكأنّها بإكمالها، وتكرارها، تريد التأكد من أنني سأكون كما ترغب هي ووالدي. أحب، أيضًا، أن تضيفوا لاسمي، نسبي العِرقي، ليس فقط تعبيرًا عن فخري، ولكنّ لأنَّه مهم لفهم قصتي، فأصبح نخلة الكنعانيّة. وكما يجب أن تعلمون، فإنَّ في تغيير الاسم في شرقنا القديم -وهو في حالتي، ليس تغييرًا بالمعنى الحرفي، وإنّما ترجمة- يحمل معه تغيير المكانة، والدور، والمصير، والأمثلة شائعة، ليس أقلها، تغيير أسماء بطاركة أجداد قبيلة زوجي، كإبراهيم، وسارة، وكذلك اسم جَدّ زوجي يعقوب، ليصبح إسرائيل، بأمرٍ من ربه، والاسم ليس له علاقة، أو يجب أن يكون كذلك، بدولة إسرائيل الّتي ولدت في شرقكم الحديث. أقول ذلك منعًا لأي لبس وإسقاط حاضر متفجّر، على ماضٍ، تفجّر، وتناثرت شراراته، وتوالدت، حتّى وصلتكم شظاياها.كنت أحد ضحايا شرقي المتفجّر، فارتبط اسمي، بشتى الصفات الّتي تنتقص من المرأة، وكأنّه لا يوجد غيري زانية، أو أنّه لا زانيات في هذا الشرق، إلّا أنا، وأنتم تَلُوكون سيرتي، تتجاهلون سجل طويل من الزناة الرجال، الّذين تعلوهم، كأنبياء، وأجداد، وقديسين، ومِن بينهم شريكي، مَن ارتبط بما حدث معي به.أعرف أن قصتي تقلقكم، وأقرّ بأنهن قلة، تلك النسوة المهذبات اللواتي دخلن التاريخ، ليرضن غروركم الذكوريّ. من الواضح أن لا أحد تجذبه قصص المهذبات. ما العمل في دناءة أخلاقكم المتجذرة؟ وبعضكم، وهم قلة، يحاولون، سبر تاريخي، غير مكتفين بالأفكار المسبقة النمطية، ومن بينهم هذا المؤلف، المولع بقصص المجانين، والمرضى النفسيين، الّذي قرّر البدء بكتابة قصصنا نحن نساء هذا الشرق. أعتقد أنّه يمكن فهم ما حدث معنا، من زوايا علومكم النفسيّة، ولكنّني، عندما بدأ بحفرياته عنّي، استأذنته في أن يترك لي، رواية حكايتي بنفسي، خشية من تحيزات، قد تسيء للقصة، حتّى لو كتبها مؤلف، يحاول أن يكون موضوعيًا، كما يزعم. لا أعرف إذا يتعيّن عليّ شكره على موافقته، أم أنّه حقًا لي، بعد قرون طويلة، من لَوك سيرتي؟ من لم يلوكني منكم، بلسانه، لاكني بفكره، ووضعني في الموقع، الّذي تتقبله تحيزاته العقليّة.نادوني نخلة، ربّما تتغير وجهة النظر نحوي، حتّى بعد كلّ هذه القرون الطويلة، وأنتم تقرؤون، رجالاً ونساءً، إنجيلي هذا، الّذي، أعلم، بأنه ليس له أيّة فرصة لأن يحظى باعترافكم، فأنتم حددتم، منذ زمن بعيد أناجيلكم المعتمدة، ونبذتم العشرات من أمثال إنجيلي هذا، الّتي اعتبرتموها منحولة، واخترعتم مصطلحا يؤشر إليها، كشيفرة محلولة تتداول، فأي واحد منكم يقول أبوكريفة، فهذا يعني محاولات آخرين، وأخريات، التعبير عن مكنونات سير حيوات شهدها الشرق المضطرب، ولكن السلطات المتعددة لم تعترف بها#الإنجيل_المنحول_لزانية_المعبد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق