العيسة الذي وقف
أمامنا في روايته جسر على نهر الأردن؛ ليحدّق طويلاً في وجه المكان، وهو يعي
تماماً أن العلاقة ما بين حركة الإبداع والوطن، علاقة طرديّة لا تنمو إلا بالحركة،
راح يلعب دور البصير في حضرة الضّرير، لكل من فاته الاطّلاع بعمق على هويته
المكانية وتعبيراتها السياسية من جهة تحديد الشخصية السكانية للمكان، لا ليمارس
الأستاذية فيعطينا درساً آخر في تاريخ الجغرافيا، وإنما ليأخذ بيدنا إلى ما تبقى
من مخزونِ تاريخٍ يُمثل بشكل أو بآخر، أداة أخرى من أدوات النضال. وكأنه يقول: أنْ
تعرف تاريخك وهويتك وهوية مكانك، يعني أنك تمتلك قوة من نوع آخر، ويعني أيضاً أنّ
الأرض بجبالها ووديانها، يمكن أن تغيّر جلدها خضوعاً للطبيعة أو بفعل فاعل، ولكن
الإنسان لا يجب أن يغيّر جلده، وإن حدث وغيّره، فعليه أن يغيّر لما هو أفضل وليس
العكس، وهو اقتراح لإجابة قد تكون كافية، لسؤال الراوي على لسان أحد أبطال الرواية
وهو يقول: "إنها تغيّر جلدها، هل غيّرنا نحن جلودنا؟ ص126.
#جسر_على_نهر_الأردن
**
صدور كتاب نقدي مساحة
فرح-مبروك لأحمد زكارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق