السبت، 7 فبراير 2009
متلازمة الشيخ يوسف
اتجهت نحو الشيخ يوسف، وهو يقف منتظرا احدا، على زاوية الشارع، وانا اقول له بصوت مرتفع ممازحا:
-تعيش المقاومة، والله يا عمي حماس اثبتت نفسها..!.
بدا الشيخ يوسف في وضع لا يريد ان يمزح فيه او حتى يتحدث جديا، واخذ يدافع عن نفسه، بانه ليس من حماس، ولا يعنيه الامر، ولا الناس، ولا البلد..
قلت له:
-الم تنتخب عضوا في البلدية، على قائمة حماس، والناس منحتك الثقة لهذا السبب، كيف تتنكر لهم الان؟
تبين بعد قليل، ان الشيخ يوسف، الذي وضع نفسه في وضع دفاع، ليس له داع، اجتاز تجربة مريرة، حدثني عنها وهو خائف، وملخصها، ان امام المسجد الذي يصلي به، غاب، فتقدم يوسف ليلقي ما اسماه درسا، تحدث فيه عن نصر غزة، على الاحتلال، ويبدو ان هناك من بين المصلين من كتب به تقريرا لجهاز امني تابع للسلطة الفلسطينية، فتم استدعائه، والتحقيق معه، وزجه بزنزانة قضى بها ليلة، بدون اغطية، في برد الشتاء هذا.
الغريب، ان يوسف لم يرغب باثارة الموضوع، وفي اثناء حديثي معه، مر الدكتور برنارد سابيلا، النائب في المجلس التشريعي عن القدس، فقلت ليوسف، لنوقفه ونحدثه عن قصتك ليثيرها، باعتبار ذلك انتهاكا لحقوق الانسان، ولحقك في ابداء راي، يتفق مع اراء مشابهة بالنسبة لنصر غزة، ادلى بها ابو مازن، وسلام فياض وغيرهما.
لم يكن لدى يوسف، اي ثقة باي شيء..
المهم ذكرني موقف يوسف، الذي لا اريد ان اتحدث كثيرا عن تفاصيله، بما قراته قبل فترة وجيزة عن (متلازمة استوكهولم) التي تتعلق باعجاب الضحية بجلادها، وبعد ان انهيت القراءة تذكرت المثل الشعبي الفلسطيني-وربما العربي- "القط يحب خناقه".
الاعتقالات السياسية التي تنفذ بايدي فلسطينية، كانت دائما تطرح علي اسئلة من نوع، كيف يمكن للسجين ان ياخذ دور السجان، ويتماهى معه؟ اما الان فالسؤال عن حجم هذا التماهي.
شخص تحت الاحتلال ويعاني من ابشع احتلال في العالم، يمارس دور السجان، ربما الامر يحتاج لعلماء نفس يدرسون هذه الظاهرة التي يمكن ان نسميها (متلازمة الشيخ يوسف).
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق