حاولت، مع اخرين، خلال الاعوام الماضية، تسليط الضوء على واحد من اخطر المشاريع الاستيطانية اليهودية جنوب القدس، ولكن دون جدوى، وحتى قبل ايام وزعت خبرا عن نشاط للمستوطنين في موقع (عطام) الكنعانية القديمة، الا ان احد لم ينتبه، حتى نشرت صحيفة هارتس الاسرائيلية يوم امس، خبرا عن نية حكومة الاحتلال بناء 2500 وحدة سكنية للمستوطنين في المنطقة التي سيصبح اسمها (جفعات عيطام).
هذا المشروع الخطير جدا ليس جديدا، والعمل مستمر فيه منذ نحو عامين على الاقل، وقبل ذلك بسنوات يتم التمهيد له ،ولكن النشر في هارتس، حيث يحظى الاعلام الاسرائيلي بمصداقية اكثر من الاعلام الفلسطيني، اعاد الاهتمام بالموضوع، وصرح ناطق باسم الرئيس الفلسطيني، بانه لا مفاوضات مع الاستيطان، وكنت سالت هذا الناطق نفسه، بعد تاسيس السلطة الفلسطينية، وبمناسبة مشروع استيطاني مشابه عن موقف السلطة فاجابني بان الاستيطان “يهدد العملية السلمية برمتها” ومع ذلك استمر الاسيتطان واستمرت العملية السلمية التي لا تنتهي، وتوقفت عن سؤال هذا الناطق، بعد ان قالت لي امه بانها لا تصدق تصريحات رجال السلطة.
المشروع الجديد سيحتل اهم واجمل التلال الاستراتيجية المطلة على القدس، وبيت لحم، وصحراء البحر الميت، وجبال مؤاب الاردنية، المثيرة للخيال بلونها الوردي الفاتح.
المشروع دمر وسيدمر اثارا تعود لاكثر من سبعة الاف عام تعود للكنعانيين، واليونان، والرومان، والمسلمين بحقبهم المختلفة، وقنوات المياه التي حملت الماء الى القدس، التي بناها الرومان، وتبناها المسلمون واسموها (قناة السبيل).
الاحتلال يصنع جغرافية جديدة للارض الفلسطينية، ويسرق الارض والاسماء، ويرتكب محرقة بحق الارض، بعد محرقة البشر في قطاع غزة.
الاقصى مهدد، والارض تتبخر، وعشرات الاف الاسرى والشهداء والجرحى، ولا شيء يتغير..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق