سارة الحج حسين؛
خالتي. واحدة من الخالات العديدات في طفولة ولد يدب في أزقة مخيم الدهيشة، في
سبعينيات القرن الماضي. هي خالة والدتي. كان من الصعب على الولد التمييز في عالم
الفلَّاحات اللواتي أضحن لاجئات، بينما ما تبقى من رجالهن، دخلوا في مرحلة صُمُوت،
انتهت برحيلهم جميعًا.
عُرفت سارة، بجمالها،
وحتَّى عندما عاشت حولها الثمانيني، كانت تبدو كأيقونات القديسات، بوجهها التربيعي
اللبني، وتضفي الغُدفة البيضاء على رأسها، هالات نورانية، يعجز فنانو النهضة على
تصويرها.
عاشت الخالة سارة،
حياة درامية، قست عليها الدنيا، لكنَّها لم تنل من روحها. مؤسف أن لا وجود لصورة
لها.
عُرفت سارة، كجميلة
جميلات قريتنا زكريا، غنوا لها ولجميلة أخرى هي زريفة حسن في الأعراس. النكبة لم
تكن سرقة أرض فقط، هي أيضًا تبديد عوامل كاملة.
اليوم في مخيم
العروب، على شارع القدس-الخليل، التقيت الحاجة معزوزة الكواملة، بمناسبة الإفراج
عن حفيدها عصام من سجون الاحتلال. روت لي الَّتي هُجرت، وعمرها 19 عامًا من
قريتنا، الكثير، ومنها ما غنى شباب قريتنا، وشاباتها لسارة وزريفة:
يا زريف الطول/ وفي
البلد ثنتين
زريفة حسن/ وسارة
الحج حسين
يا زريف الطول/ وردت
على البير
زريفة حسن/ ومرخية
الكشمير
سارة الحج حسين/
ومرخية الكشمير
عدسة: رامي حمد.
#قرية_زكريا
#مخيم_العروب
#مخيم_الدهيشة
#أسامة_العيسة