زفرات الاشتاخيم!

 

يخضع الفلسطينيون في فلسطين الانتدابية (لا أعرف لماذا يسمُّوها التاريخية) المحتلة، لعددٍ لا حضر له من تطبيقات (العدالة).

في أدنى مستويات الجماعات الإثنية والوطنية والمواطنية والمهاجراتية، يقبع الإشتاخيم، وتعني الذين من المناطق، وهي تسمية احتلالية أخرى للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م، باستثناء القدس بالمفهوم الجغرافي الاحتلالي، والتي تشمل أراض واسعة من بيت لحم ومناطق أخرى.

يقسم الاشتاخميون، الذين يعيشون في أرخبيل بري، إلى قسمين رئيسين: الضفة (باستثناء القدس) وقطاع غزة، وكلاهما مصطلحان سياسيان عرفا بعد النكبة.

يفترض أنَّ حال اشتاخيم الضفة، أفضل من نظرائهم الغزيين. ولكن الأمر لا يقف عند هذا الحد. يخضع اشتخاميو غزة والضفة إلى أنظمة تراتبية يصعب حصرها وشرحها.

يوجد نحو 250 ألف من الاشتاخيم من الممنوعين أمنيًا، وهؤلاء (الممنوعون أمنيًا) يقسمون إلى قسمين رئيسين، وفي كل قسم أقسام وتفرعات. وعدد غير معروف ممنوع أمنيًا من قبل دول الطوق العربية. مثلًا يسمح الاحتلال لشخص بالسفر، فتعيده الجهة العربية الأخرى على الحدود.

يحكم اشتاخامي الضفة حاكم عسكري، مقره في مستوطنة بيت إيل، على بعد ثلاثة كيلو مترات عن مقررئيس منظمة التحرير الفلسطينية، المحسوب على الاشتاخيم، وحدث أن نشر صورة التصريح الممنوح له للتنقل على الفيس بوك، والأمر نفسه بالنسبة لاشتاخيمي غزة، فهم يحكمون أيضًا من قبل حاكم عسكري. "يمتازون" عن اشتاخيمي الضفة، أنَّهم يحظون أيضًا بحاكمٍ عسكريِّ مصريِّ مقره القاهرة.

التراتبية متفشية وسط الاشتاخيم، تحددها سلطات الاحتلال ضمن سياسة استراتيجية مدروسة، وتظهر خصوصًا في حرية التنقل، هناك فروق واضحة بين من يحمل بطاقات الفي أي بي مثلًا (وهي أنواع)، والتي استنتها سلطات الاحتلال بعد أوسلو، وبين الممنوع أمنيًا، أو محبوسًا، أو من نفذ فيه حكم الإعدام.

أذكر أنه خلال جلسة للمجلس التشريعي الأوَّل، احتج نواب الاشتاخيم، على أنَّ وزير الارتباط مع الاحتلال، جلب في أي بي لسكرتيرته، واستغفل النواب. من بين المعترضين كان النائب المرح مروان كنفاني. أظنه الآن لم يعد من الاشتاخيم، ومقيم في الخارج.

كرب أسرة من الاشتاخيم، فإن كل فرد منا، يكاد يكون له وضع خاص وسط نفس جماعة الاشتاخيم، وهو وضع قابل للتحرك، والتفاصيل مملة، ولا تهم أحدًا.

عندما يزفر الاشتاخيم، تتحرَّك الدنيا، ممنوع علينا التنفس!

#غزة

#الاشتاخيم