أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأحد، 6 فبراير 2022

الشو الإعلامي..!!


 


لا أعرف متى تحولت مأساة الطفل ريَّان، إلى شو إعلامي، أو كيف حدث ذلك؟ إلَّا أنَّ المؤكد، أنها أخذت قوة دفع هائلة، بمشاركة عشرات وسائل الإعلام، وأعداد غير محصورة من الإعلاميين، والخبراء، والأكاديميين، والسياسيين، وغيرهم ممن توفرت لهم وظائف مؤقتة، أو ممن اكتفوا بمجد الظهور الإعلامي.

في مسائل الشو الإعلامي، يدرك المشاركون فيه، أن عليهم، تلبية أكثر رغبات المشاهدين العاطفية، والغريزية، وهو ما حدث في مأساة الطفل ريَّان. لم يكن لأي من المشاركين، على مدى أيام الشو، قدرة الإشارة مثلًا إلى احتمالية كبيرة لموت الطفل، وهو ما كان يجب توقعه كأكثر الاختيارات احتمالًا.

يدركون أيضًا، أن ظهورهم هو لتلبية رغبوية الجمهور، الذي لا يريد أقل من نهاية سعيدة، تجعله مطمئن البال، على رضاء ضميره، وهو متمدد على كنبة أو كرسي هزَّاز، يعاني بسبب مأساة ريَّان، لكن ليس بنفس القدر، على أخبار تمرّ سريعًا، عن موت أطفال المخيمات السورية من البرد.

يغطي الشو الإعلامي، على أكثر القضايا المأساوية التي يعاني منها أعداد لا نعرف عددها من مجايلي ريَّان، وأقصد أطفال الشوارع في المغرب (طبعًا في غيرها من دول عربية)، التي تشكل، ظاهرة.

لماذا لا يمكن أن تستدعي هذه الظاهرة، العواطف الجياشة، التي وحدت العرب في قصة الطفل ريّان؟

ماذا عن عمل فتيات مغربيات، من بينهم قاصرات في دول الخليج في ظروف انتهاكية (السعودية مثلًا) ودولة الاحتلال الإسرائيليِّ؟

يمكن للنظام الغربي، أن يستعين بتقنيات الاحتلال الإسرائيليِّ الأمنية (مثل معظم الدول العربية) ويمكنه أيضًا الاستعانة بالأجهزة الأمنية الإسرائيلية لقتل الخصوم السياسيين (اغتيال المهدي بن بركة مثلًا) ولكنَّه لا يطلب معونتها في معالجة مشاكل اجتماعية، كظاهرة أطفال الشوارع، أو عمل القاصرين، وتوفير الحماية المجتمعية للفئات المستضعفة.

مثل القضايا كلها، سينسى الرأي العام العربي، حكاية ريَّان، وسيظل عاجزًا، عن مواجهة قضاياه الحياتية.

سيذهب السيَّاح إلى المغرب، وهم الذين شدتهم حكاية ريّان حتى ذرف الدموع، ولكنَّهم لن يكونوا على استعداد، لذرة عطف على مجايليه الذين يجوبون الشوارع، عرضة لأنواع الانتهاكات كلها.

أين نجح الإعلام، وأين فشل؟ من يحدد الأجندة الإعلامية؟

هل يناقش هذا النوع من الأسئلة في صالات التحرير، بعد فض موالد الشو؟

#الطفل_ريان

#المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق