(قرن على ميلاد إميل
حبيبي)
لا أذكر بان إميل
حبيبي (1922)، أدرج، في مقابلة له، أحمد فارس الشدياق، كواحد من الذين تأثر بهم،
ولكن قراءة عمل الأخير (السّاق على السّاق فيما هو الفارياق)، يمكن أن تجعل ناقدًا
(أين هو؟)، يضعه ضمن المصادر التكوينية لمنجز حبيبي غير المسبوق، فلسطينيًا، وعربيًا.
خصصت الراحلة رضوى
عاشور كتابًا عن كتاب الشدياق، وهو بمثابة سيرة ذاتية، والفارياق، نحت من اسم
المؤلف، ما يذكر بنحت حبيبي، لاحقًا، لكلمة المتشائل، ولكن بالطبع ليس هذا المقصود
من فرضية ما قدمه الشدياق، كمؤثر في التكوين الأدبي لحبيبي.
كتاب الشدياق، غريب
عجيب، استخدم فيه مؤلفه اللغوي والصحافي والمترجم، كل عدته، ومعارفه، ليسخر،
ويستطرد، ويظهر ولعه بالمترادفات، ويسقط عن بطل العمل صفة البطولة، ويظارف كُتابًا
غير عرب، ويوغل في الصراحة، وينتقد البني البطريركية الاجتماعية والدينية (وكلها
من ميزات أدب حبيبي).
اعتبرت عاشور، عمل
الشدياق، أوّل رواية في الأدب العربي الحديث، وحاولت تقصي الأسباب، التي أدت إلى
ما تسميه إسقاط: "النص الأدبي والأغنى والأوفى في الأدب العربي في القرن
التاسع عشر".
قدم الشدياق، نصا
أدبيًا، غير منقطع الجذور مع الإرث السردي العربي، فهو يحوي، مثلًا أربع مقامات،
وما يشبه القواميس اللغوية، وفي الوقت ذاته يستفيد من منجز بعض أدباء عصره
الأجانب.
مشروع حبيبي، كما
يتبدى في (المتشائل) و(اخطية) نتقديم رواية تستند على المنجز السردي العربي، ولكن
محاولات الشدياق وحبيبي، لم يُبنى عليهما.
لا قيمة لأي عمل
أدبي، لا يحمل تجديدًا في الأسلوب والمضمون..!!
#إميل_حبيبي
#أحمد_فارس_الشدياق
#رضوى_عاشور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق