أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الجمعة، 25 فبراير 2022

لا بد من القدس..!


 


"..ومن الذين شاركوا بالنقاش عائشة زوجة الرسول الكريم (ص) وابنة صديقه الصدوق التي كانت تقول "ما فقد جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن الله أسرى بروحه".

وكذلك قال معاوية بن أبي سفيان، صاحب الأدوار المهمة فيما آلت إليه الأمور بعد وفاة الرسول الكريم (ص) كلما سئل عن حدث الإسراء "كانت رؤيا من الله تعالى صادقة".

وقدر لمعاوية نفسه فيما بعد، أن يصل، إلى القدس مع الفاتحين، ويكون أحد شهود وثيقة تسلم المدينة.

ومؤيدو هذا الرأي يستندون إلى الآية التي ذكرناها (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس) وكذلك في الآية التي أخبرت عن إبراهيم عليه السلام "يا بني أني أرى في المنام أني أذبحك".

وأيضا في الحديث المروي عنه (ص) "تنام عيناي وقلبي يقظان".

ومن المرويات التي ترجح مسالة الإسراء بالجسد و(الروح) ما ذكرته أم هانئ (هند) بنت أبي طالب، زوجة الرسول "ما أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا وهو في بيتي نائم عندي تلك الليلة في بيت، فصلى العشاء الآخرة، ثم نام ونمنا، فما كان قبيل الفجر أهبنا (أيقظنا) رسول الله، فلما صلى الصبح وصلينا معه، قال: يا أم هانئ، لقد صليت معكم العشاء الآخرة كما رأيت بهذا الوادي، ثم جئت بيت المقدس فصليت فيه، ثم صليت صلاة الغداة معكم ألان كما ترين".

وعندما قرر الرسول الكريم الخروج ليحدث الناس بما حدث حاولت أم هانئ ثنيه عن ذلك وقالت له:

-يا نبي الله: لا تحدث بهذا الناس فيكذبوك ويؤذوك..!

ولكنه لم يستجب لها وخرج، وأخذ يحدث الناس بما جرى وحدث..! 

أما بعض مؤيدي مسألة الإسراء بالجسد وبالروح معا، فإنهم يشيرون إلى أن الإسراء حدث أكثر من مرة تصل إلى 29 مرة.

وبغض النظر عن ما حدث في تلك الليلة فان تداعياته لم تنحصر في مكة وفي مسألة ارتداد هؤلاء أو تصديق أولئك، وإنما فيما يتعلق بمستقبل تلك الأمة التي تتشكل ووراءها ارث الأمم والأديان السابقة، وانه لا بد من القدس (وان طال السفر)..! القدس التي اختلط تاريخها بالدين والسياسة والمقدس بالدنيوي بشكل لم يحدث لأية مدينة أخرى..، فكانت كما رآها البعض مدينة الله، وساكنة قلوب الفاتحين والمغامرين والملوك والأفاقين..!".

من الفصول التمهيدية في كتاب ظله على الأرض: ألقاب حكام مسلمين في رقوم مقدسية، دمشق، 2004م.

#الإسراء_والمعراج

#ظله_على_الأرض

#القدس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق