أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 5 فبراير 2022

فيلا كتانة.. كيف يسرق الاحتلال منزلك؟

تعتبر فيلا كتانة، واحدة من المنازل المميزة معماريا، في حي الطالبية المحتل عام 1948م، ويشهد تبدل حالها من حال إلى آخر، على أساليب الاحتلال، بسلب المنازل الفلسطينية، وحرمان أهلها منها.

خلف كل منزل فلسطيني، في الأحياء المحتلة، المدهشة بطرزها المعمارية، تكمن حكاية عائلة، وقصة وطن، ونكبة شعب.

بنى هذه الفيلا، مطلة على الميدان الرئيس لحي الطالبية، رجل الأعمال أنطونيو كتانة، عام 1926م، على نمط الليوان، الذي تمتاز به المنازل الفلسطينية في أحياء مثل الطالبية والقطمون. يفضي إلى مدخل الفيلا، درابزين درج حجري واسع. زرعت في الحديقة حول الفيلا، النباتات والأشجار النموذجية للحدائق العربية في مطلع القرن العشرين، كأشجار الحمضيات والزيتون، والنخيل.

استخدم الجزء الخلفي للفيلا، كبقالة لعائلة فراج. عاش كتانة في الفيلا مع عائلته، التي اهتمت بالتعليم، حتى نكب الحي عام 1948م، ولجأت العائلة إلى بيروت.

ومثل حال الأملاك الفلسطينية الأخرى، أصبحت الفيلا في قبضة ما يسمى حارس أملاك الغائبين، وهي مؤسسة أقامها المحتلون، لسلب الأملاك الفلسطينية، بقوانين جائرة.

ماذا فعل "الحارس" غير المؤتمن بفيلا كتانة؟

أسكن، عائلات يهودية في الفيلا، مثلما الحال في باقي المنازل العربية المسلوبة، أما بقالة عائلة فراج، فنقلها لملكية عائلة يهودية تسمى روزينتسفايغ، كواحدة من غنائم الحرب.

في بداية سبعينات القرن الماضي، استولت الجامعة العبرية على الفيلا، وتمكنت منها، إلى درجة أنها باعتها في عام 1973م، إلى رجل الأعمال الكندي تشارلز برونفمن، الذي تبرع بها لصندوق كريف الذي أسسه، والهدف منه: "دعم تمديد يوم التعليم وإضافة مضامين تعليمية غنية إلى جهاز التعليم"، وقدم الدعم للعديد من المشاريع الاجتماعية والعامة في دولة الاحتلال، وبالذات المتعلقة بمجالي التعليم والثقافة.

حصل تطور على معمار الفيلا في عام 2001م، ولكنه ليس جوهريا، وكُلف المهندسان المعماريان جيف وديبي ريمز بذلك، والهدف ملاءمتها لاستخدامات صندوق كريف، مع تشديد مؤسس الصندوق بضرورة الحفاظ قدر الإمكان، على شكل الفيلا الأصلي.

تصرف المهندسان، لتحقيق الهدف الذي كلفا به، فحولا حول بئر المياه التي في أسفل الفيلا إلى طابق ارضي، ورفعا سقف القرميد، بقدر يسمح بإضافة طابق ثان تحته. أزيل بعض القرميد من السقف، وركبت فيه النوافذ للسماح بدخول الضوء الطبيعي، ليتمتع به موظفو مكاتب الصندوق.

لم يستمر التمتع طويلا بغرف الفيلا، ففي عام 2014م، أصبحت لصندوق آخر اسمه (صندوق ميمونيديس) والذي يهدف "لتعزيز التعاون في مجالات التعليم، والثقافة، والفن، بين الطوائف الدينية المختلفة، كما يعمل من أجل تحفيز النقاش العالمي في مجالي المعتقدات الدينية والتعددية، ويركز على النهوض بالحوار بين الثقافات بالطرق التي تسهم في تكوين القواسم المشتركة".

وكل هذا في منزل مسلوب، منهوب.

بعد سنوات سيغادر صندوق ميمونيديس، المنزل المسلوب، ليعرض للبيع أو التأجير.

من لا يملك، يبيع ويتصرف، كما شاء، فقط في دولة الاحتلال.

 https://www.alhaya.ps/ar/Article/129354/%D9%81%D9%8A%D9%84%D8%A7-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D9%86%D8%A9-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%8A%D8%B3%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D9%85%D9%86%D8%B2%D9%84%D9%83%D8%9F


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق