أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الثلاثاء، 19 نوفمبر 2019

هكذا قضت إسراء غريّب..!









*النيابة تكشف التفاصيل والمتهمون ينكرون
كشفت النيابة العامة، عن الظروف التي أدت إلى وفاة إسراء غريّب، التي تحوّل موتها إلى قضية رأي عام، وذلك خلال الجلسة الأولى لمحاكمة ثلاثة متهمين بالتسبب بموتها، والتي عقدت في محكمة بداية بيت لحم، برئاسة القاضي جمال شديد.
وبعد أن نادى رئيس المحكمة على المتهمين، الأول: محمد إسماعيل أحمد صافي (37) عامًا من أريحا يعمل مقاول بناء حاصل على دراسات عليا، والمتهم الثاني بهاء ناصر يوسف غريّب (29) عامًا يعمل سائقا وحاصل على التوجيهي، والمتهم الثالث إيهاب ناصر يوسف غريّب (28) عامًا، عاطل عن العمل وحاصل على توجيهي، وتحقق من هوياتهم، وحضور وكيلهم المحامي أمير أبو زهرة، وقال القاضي شديد بأن النيابة العامة تتهمهم بالدجل والشعوذة للمتهم الأول، والضرب المفضي إلى الموت بالاشتراك لجميع المتهمين، وأعطى الكلمة لممثلة النيابة العامة نورا براهمة.
سردت براهمة لائحة الاتهام: "بتاريخ 22-8-2019 حوالي الساعة الرابعة مساءً وصلت المتوفية إسراء غريّب إلى مستشفى الحسين الحكومي في بيت جالا، وتبين أنها متوفية بعد الكشف عنها من قبل الطبيب المناوب، وعلى الفور تم إبلاغ الشرطة والنيابة، وبالكشف الظاهري على جسم المتوفية من قبل وكيل النيابة العامة، تبين وجود آثار عنف على جسم المتوفية وتقرر تشريح الجثة، وعليه باشرت النيابة العامة إجراءات التحقيق".
وأضافت براهمة: "كانت المتوفية وبتاريخ 9-8-2019 على خلاف مع أهلها حول موضوع خطوبتها من المدعو محمد علقم، وترك خطيبها لها، وحصل نقاش حاد بينهم، وكان موجودًا كل من شقيقيها المتهمين بهاء وإيهاب، وزوج أختها المتهم محمد صافي، الذي شتمها بألفاظ بذيئة، فضربته كفا على وجهه وركلته بقدمها، فغصب محمد صافي وشقيقاها، ولحقوا بها، وكسر محمد صافي الباب المؤدي إلى غرفتها، بينما كانت تقف خلف الباب، فخبط الباب بجبينها، فوقعت على الأرض، وأصيبت بجرح قطعي فوق عينها اليمنى، وبعدها بدأت بالصراخ، وبدأ المتهمون الثلاثة بالصراخ عليها وضربها وتهديدها، وخوفا من المتهمين هربت من الباب الخلفي، وقفزت عن بسطة الدرج المؤدي إلى الصالون، ثم تابعت الهرب إلى أن شعرت بألم شديد فسقطت على الأرض وهي تصرخ تحت بلكونة المنزل، ونتيجة لصراخها، توجه المتهم إيهاب وحملها وأدخلها إلى الغرفة، وهي تصرخ من الألم، وحضر المتهمون جميعًا، وكان معهم الشاهد محمود طه (أبو الرائد) الذي بدأ بقراءة القرآن عليها مدعين أنها ممسوسة بجن عاشق، وهو السبب، في حين أنها كانت تصرخ من الألم، واستمر ذلك من الساعة التاسعة مساءً حتى الساعة الحادية عشر مساءً، وتم استدعاء شيخ آخر هو الشيخ عبد الكريم أبو حسّان، والذي قرأ القرآن عليها لعدة ساعات، ومن ثم أخبرهم أنها تعاني من حالة صحية سيئة، وكسر في الظهر، ويجب نقلها إلى المستشفى، وحوالي الساعة الرابعة فجرًا، نقلت بواسطة الإسعاف، إلى مستشفى الجمعية العربية في بيت جالا، وهناك تم إخبارهم أنها تعاني من كسر في العمود الفقري نتيجة الوقوع، وأن الجرح عند عينها يحتاج إلى عملية تجميل، وتحتاج إلى عملية جراحية في الظهر، وتم إجراء عملية التجميل، إلا أن العملية في الظهر، فقد رفض الأهل إجرائها بحجة عدم القدرة على دفع التكاليف، وأُخرجت من مستشفى الجمعية العربية على مسؤولية الأهل الخاصة، وخلال وجودها في المستشفى كتبت المتوفية على حسابها الخاص على الانستغرام، بأنها قوية، وأعلنت تأجيل أعمال لها لمدة شهرين، ونشرت بأنها تعرضت للسحب من الأقارب، وأخذ محمد صافي جوالها، وأجبرها على مسح المنشورات، وبعدها نُقلت إلى مستشفى الحسين في بيت جالا، وكان ذلك في الساعة السابعة مساء يوم الأحد، الذي وافق يوم عيد الأضحى المبارك، وتم إيداعها في قسم الجراحة النسائية حوالي الساعة الثانية عشرة ليلاً، وأُخبر الموجودون في القسم، أنها تعاني من ركوب جن، ووضعت في الغرفة رقم 5، وكان بجانبها الشاهدة أبو جلغيف، التي تم إخراجها بعد تخويف الأهل للطاقم الطبي من أن المتوفية تعاني من مس جن، وبعدها بقيت لوحدها لمدة ثلاثة أيام، وهي تصرخ بين الحين والآخر من الألم، على مسمع من الممرضين والمرضى، وقد قام المتهمون، بإبلاغ الجميع وسائر الموجودين في القسم أن سبب الصراخ، لكون المجني عليها ملبوسة بالجن، علما أن المتهم محمد صافي، هو صاحب فكرة اللبس بالجن، ومن أقنع أهلها منذ البداية بذلك، وهو من أحضر جميع الشيوخ والمشعوذين، مما يؤكد ممارسة المتهم للشعوذة".
وأكملت: "بعدها تم إخراج المجنية عليها يوم الثلاثاء الموافق 18-8-2019م، على مسؤولية أهلها الشخصية، دون مراعاة وضعها الصحي، وأنها تعاني من كسر في العمود الفقري، حيث أن المتهمين الثلاثة، أخذوها في سيارتهم إلى مدينة أريحا، دون مراعاة وضعها الصحي، وأقاموا في منزل المتهم محمد صافي عدة ساعات، ومن ثم توجهوا إلى مدينة طولكرم-النزلة الشرقية، لمعالجتها عند شيخ يدعى صالح كتانة، وعند وصولهم أخبرهم أنها تعاني من جن عاشق، وتم إخراجه منها، وأن تصرفاتها الآن هي مسؤولة عنها بعد علاجها، ويجب تأديبها على تصرفاتها، وبعدها عادوا بها إلى مدينة أريحا في ساعات الفجر، وعند وصولهم إلى منزل محمد صافي أقاموا فيه، وكانت المتوفية إسراء عارية تمامًا، وبدأوا بضربها بواسطة الأحزمة والأيدي، على أنحاء متفرقة من جسمها بواسطة الأحزمة والأيدي، وظهور علامات الازرقاق والاحمرار على قدميها، ويديها ووجهها وأعضائها التناسلية، وأنحاء متفرقة من جسمها، وفي ساعات صباح يوم الأربعاء، تم الرجوع إلى بيت والدها في بيت ساحور، ووضعت على لوح ديسك خشب على الأرض، وكان المتهمون يتناوبون على ضربها بواسطة حزام خاص بالمتهم بهاء، واستمر الضرب لمدة أسبوع، بحجة أنها تتعرى وتمارس العادة السرية، وإن الضرب لغايات تأديبها على حد قولهم، بينما هي تصرخ، ووضعوها في البانيو بعد تقييد يديها ورجليها، وبشكل متكرر أثناء وجودها في المنزل، وفي صباح يوم الخميس 22-8-2019م، لم تعد قادرة على الكلام، وحوالي الساعة الثالثة ظهرًا توفيت المجني عليها متأثرة بالإصابات المتعددة، الموصوفة في تقرير الصفة التشريحية، والتي تعرضت لها جراء تعذيب المتهمين لها، وتم نقلها إلى مستشفى الحسين، حيث تبين من تقرير الصفة التشريحية على جثة المجني عليها، أن سبب الوفاة المباشر نتج عن الضرب والعنف الخارجي، الذي تسبب بوجود هواء تحت الجلد، سببه رشح هواء تحت الغشاء البلوري".
وبعد أن أنهت ممثلة النيابة قراءة لائحة الاتهام، سأل رئيس المحكمة، المتهم محمد صافي عن رأيه فيما سمع من النيابة، فنفى ما جاء في اللائحة، واعتبر أن ورد على لسان ممثلة النيابة هدفه الإبقاء على توقيف المتهمين، مراعاة للحملة التي شنت على المتهمين على الفيس بوك.
وسأل رئيس المحكمة، المتهم بهاء غريّب، عن رأيه فيما جاء على لسان ممثلة النيابة، فأنكر المتهم التهم التي وردت، وأعلن المتهم الثالث إيهاب غريّب، أنه أيضا غير مذنب.
وردًا على ذلك، أبرزت ممثلة النيابة شهادات المتهمين، وتوقيعهم عليها، وقدمتها إلى رئاسة المحكمة، التي أعلنت رفع الجلسة إلى يوم الاثنين التاسع من الشهر المقبل، لسماع الشهود، ويقدر عددهم بنحو ثلاثين شاهدا.
وكانت ممثلات لجمعيات نسوية، احتشدن أمام المحكمة وداخلها، مطالبات بإيقاع أقسى عقوبة على المتهمين، من خلال محكمة عادلة.
ووجهت شخصيات حقوقية ونسوية ومواطنون، نقدًا للنيابة لعدم توجيه التهم إلى الشيوخ الذين ورد ذكرهم في لائحة الاتهام، واكتفت النيابة بجعلهم مجرد شهود.
     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق