لأسبابٍ تتعلق، بقصور
لديّ، مثلما لدى معظمكم/كن، لم أسمع أو أقرأ للصحافية اللبنانية جوي سليم، التي
أعلنت استقالتها من جريدة الأخبار البيروتية احتجاجًا على موقف الجريدة من الثورة
اللبنانية، بعد: "بعد فترة عمل دامت خمس سنوات ونصف السنة".
لماذا
يمكن لجوي، أن تستقيل من جريدتها؟ كتبت: "الأيام الماضية كانت حاسمة بالنسبة
لي، بعدما خاب أملي من تغطية الجريدة للانتفاضة التي عَمِلَت لأشهر (ولسنوات ربما)
على تقديم أدلة على ضرورة حدوثها. وما أن حدثت حتى انضمت الجريدة بسرعة إلى صفوف
الثورة المضادة، وقدمت مادة مؤامراتية تحريضية".
بالنسبة
لي محزن، أن أرى زميلاً، يفقد وظيفته، وعادة ما أقول لأصدقائي الصحافيين، عندما
يطلبون النصح، أنّه ليس مطلوب منهم أن يكونوا انتحاريين، وأن يمضوا في المهنة بأقل
قدر من التنازلات، وأن يعملوا دائمًا على توسيع الهامش المفترض والموجود في كل
وسيلة إعلام، ولكن يبدو أنّه لم يعد لجوي أيّة هوامش.
استقالة
جوي، وصفتها بأنّها "قفزة في المجهول" لأنّها أتت "في ظرفٍ شخصي
شديد الصعوبة، لكنني اخترت القفز في المجهول، طالما أنها خربانة خربانة - على أن
أبقى في مكان شعرت في لحظة مهمة جداً، أنه خان الناس، وأنا من بينهم".
كثيرون
وكثيرات حيّوا جوي، على الفيس بوك، ولا أعرف إذا قدم لها أحدهم فرصة عمل جديدة،
ولكن المهم أنها قالت كلمتها ومضت، وأنا من الذين يحبون هذا النوع من النّاس.
الصعوبة
في الأمر، ليس أنه لم توجد في العالم العربي صحافة، ولكنني أعتقد أنها لن توجد أبدًا،
وهذا ليس مصادرة أبدًا على المستقبل، فالصحافة في بلدٍ ما، تشبه أحزابها، وحكامها،
ومعارضتها، واقتصادها، ومجلس نوابها.
الصحافة،
ليست قفزة نحو المجهول، وإنما صناعة ثقيلة، وثقافة مجتمع، ومجمع إبداعي، فليس مثل
قطاع الصحافة، ندرة في المواهب، وإن بدا الأمر غير ذلك..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق