أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأحد، 17 نوفمبر 2019

يوم فقد الصحافي عينه..!









































فقد الزميل الصحافي معاذ عمارنة أمس، عينه اليسرى إلى الأبد، بعد خضوعه لعملية جراحية طويلة ودقيقة، إثر إصابته أوّل أمس بطلقة نارية، خلال تغطيته المواجهات في بلدة صوريف في محافظة الخليل، التي اندلعت بين الفتية وجنود الاحتلال، في منطقة القرينات، حيث أعلنت سلطات الاحتلال مصادرتها لأراضي المواطنين في المنطقة.
ولم يكتف جنود الاحتلال بإصابة عمارنة، ولكنهم أبدوا أيضا حقدا مضاعفا عندما ضايقوه، ودفعوه وهم يصرخون، وهو يستند إلى كتفي زميلين نقلاه من موقع المواجهات.‏‏‏
‏‏وقال عمارنة: "لي عشرة أيام في الميدان، وتعرضت وزملائي الصحافيين للتنكيل من قبل الجنود، بأساليب مختلفة. لقد أطلقوا الرصاص باتجاه الصحافيين، وكذلك قنابل الصوت، وقنابل الغاز المدمع، ونتيجة لهذه التضييقات لم نتمكن من ممارسة عملنا بالشكل الذي نريده، وأشكر الله لأنني مازلت على قيد الحياة".
خلال تغطيتهم للمواجهات، لاحظ الصحافيون، بشكل خاص، أحد القناصين، ممدا على الأرض، الذي يمازح زملائه، وهو يشير إلى الصحافيين.
شاهد العيان يوسف الشرقاوي قال لمراسلنا، بأن الصحافيين كانوا مستهدفين خلال تغطيتهم للمواجهات، مشيرا بشكل خاص إلى القناص الاحتلالي الذي لاحظ أنه يوجه نيرانه نحو الصحافيين.
وقال الشرقاوي، وهو لواء متقاعد: "قلت لمعاذ ورفاقه، إن القناص المجرم يضمر شرا، ولن يتوانى عن الضغط على زناد بندقيته ربما ارضاءً للمجندة الشقراء التي كانت تقف خلفه، ويتبادل معها الكلمات والضحكات، وهو منبطح على الأرض ينقل نظره وشعيرة تصويب بندقيته إلى الإعلاميين، حراس توثيق الحقيقة، والفتية حراس أرض قرية صوريف المهددة بالمصادرة".
وأضاف: "حسب علم الرماية فإن إصابة الهدف هو التقاء خط النظر مع خط النار، وهذا ما كان يصبو إليه هذا القاتل، الذي لا يرى الفلسطيني إلا بالتقاء خط نظره مع خط نار بندقيته".
ووجه الشرقاوي كلامه لعمارنة: "معاذ، صحيح أن القدر أفقدك عينك اليسرى، لكنك ستعود لنا جميل الوجه وعذب الابتسامة،كما كنت دائما، وستبقى ترى السكر في باطن التفاح، وترى هذا القناص المجرم في مزابل التاريخ، لأنك ستبقى محكوما بالأمل".
لاحظ زملاء عمارنة، أن جنود الاحتلال يضايقونه خلال عملهم في نقاط التماس، في المناطق المختلفة، وقال المصور الصحافي إياد حمد: "الصحافيون الفلسطينيون أضحوا هدفا لقناصي الاحتلال، نتعرض لاستهداف مباشر منهم، مباشر بأي حق، يفقد معاذ عينه، فقط لأنه يحمل كاميرا، لقد تحولت الكاميرا إلى تهمة، هناك سياسة واضحة ضد الصحافيين".
بعد إصابته نقل عمارنة إلى مستشفى الجمعية العربية في بيت جالا، وبعد فحصه، أبلغ الأطباء عمارنة، بأنَّ عينه اليسرى تضررت بشكل كبير، ولم تعد صالحة.
وتقرر نقله إلى مستشفى هداسا في القدس المحتلة، حيث خضع أمس، لعملية جراحية استغرقت عدة ساعات، تم خلالها، استئصال عين عمارنة اليسرى، واستخراج شظايا الرصاصة من العين، وضمان عدم الإضرار بتوازن النظر للعين السليمة، وسيتم تركيب عين تجميلية لعمارنة.
خسر عمارنة عيناً، ولكنها ما زال يملك عيناً أخرى، سيواصل فيها، معركته بالكاميرا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق