يستعيد المعرض الدائم
في فندق بانكسي في بيت لحم، حياة الفلسطينيين تحت الاحتلال منذ عام 1967م تحت الأوامر
العسكرية الاحتلالية.
ويقع الفندق المثير
للجدل بمحاذاة جدار التوسع الاحتلالي، ويقدمه صاحبه فنان الغرافيتي العالمي، بأنه
يطل على أسوأ موقع في العالم، وحسب منظمة السياحة العالمية، فانه كان للفندق فضلا
في رفع وتيرة السياحة إلى بيت لحم العام الماضي.
يعيد مصمما المعرض،
وهما بانكسي وأستاذ، القضية إلى بداياتها، فقبل الدخول المعرض، يظهر بلفور، صاحب
الوعد المشؤوم، جالسا على مكتب ويوقع وعده للحركة الصهيونية بإنشاء وطن قومي
لليهود.
ويدرك مصمما المعرض
وهما من بريطانيا دور بلدهما في نشوء وتعقد القضية الفلسطينية: "لم يقتصر
الأمر على قيام بريطانيا بخلق هذه الفوضى. وإنما تعيد الآن رواية القصة. تم إقامة
هذا المتحف من قبل أستاذ وفنان رسم جرافيتي من بريطانيا عملا بالكتمان. وهذا
المتحف مثل الجدار، عمل غير مكتمل بعد. ونستطيع الآن أن ندعو بصورة علنية لوضع
الأعمال الأثرية الفنية والحكايات في هذا المعرض. ونأمل أن يعكس المتحف من خلال
تطوره المستمر، أصوات الذين يعيشون في ظله".
تم توزيع مواد المعرض
في مساحة ضيقة تشعر الزائر بوطأة الاحتلال، ويتوجب عليه المرور عبر بوابة تحاكي
حواجز الاحتلال.
ووضعت لافتات تشرح
للزائر بعض تفاصيل القضية، وخصوصا الجدار، الذي رغم أنه بدء العمل به في عام 2002.
فإن التخطيط لبنائه الجدار بدأ في عام 1992. بعد الانتفاضة الأولى في الفترة
1988-1993.
وعندما يكتمل بناء
الجدار الذي يتوسع باستمرار، فسوف يمتد مسافة 810 كم. ويقع 85% منه فوق الأراضي
الفلسطينية المحتلة عام 1967.
ويحاول المصممان
إحداث ما يعتبرانه توازنا في تقديم وجهتي النظر الفلسطينية والإسرائيلية، ومثال
ذلك اللافتة التي تشرح موقف الرأي العام الإسرائيلي من الجدار: "تدعم غالبية
الشعب اليهودي الإسرائيلي إقامة الجدار. وتعتبر إسرائيل الآن القوة العسكرية
المهيمنة في المنطقة. ولكن مازال العديد من أبناء الشعب اليهودي الإسرائيلي،
يشعرون بأن دولتهم تواجه خطراً وجودياً. ويوجد اليوم لدى العديد من أبناء الشعب
اليهودي جدود عانوا من الاضطهاد الشديد في حياتهم. وما زالت اللاسامية منتشرة في
جميع أنحاء العالم. وكان الشعور القومي اليهودي في إسرائيل قوياً دائماً".
وتثير مثل هذه
التفسيرات حفيظة زوار المتحف من الفلسطينيين وهو ما يدركه جيدا بانكسي وزميله ويظهر
ذلك في تحذيرهما: "أهلاً وسهلاً بك في فلسطين. يبدو الجدار الموجود في الخارج
جزءاً من صراع قديم وصعب ، ولكنه بدأ قبل ما يقرب من مائة عام تماماً علي يد رجل
إنجليزي وبجرة قلم. ويوجد اليوم عدم مساواة كبيرة جداً بين الشعبين الفلسطيني
والإسرائيلي، يفرضها الجدار والاحتلال العسكري. ويحاول هذا المعرض أن يظهر الجدار
من وجهات نظر مختلفة. ولهذا فإنه يحتوي على مواد قد يجدها البعض مزعجة".
يركز المعرض على
الجدار الذي: "يعد أكبر مشروع للبنية التحتية في تاريخ إسرائيل. وقد بني
الجدار باستخدام الأراضي الفلسطينية: فكتل الخرسانة الإسمنتية قد صنعت بصورة جزئية
من الخرسانة التي تم استخراجها من المحاجر في الضفة الغربية المحتلة. ويتم وضع كل
كتلة في مكانها بواسطة رافعة. وكان بناء الجدار الذي يحيط بالفلسطينيين في الضفة
الغربية يمثل بعض مجالات العمل الوحيدة المتوفر لهم".
ويضيف المصممان:
"لا يمثل الجدار حاجزاً واحداً بين دولتين يؤثر على الجانبين بصورة متساوية.
إنه مجموعة من الجدران المحلية. ونقاط التفتيش. والمستوطنات الموجودة في داخل
الضفة الغربية الفلسطينية. وتقع كتل الخرسانة في المناطق الحضرية التي يعيش فيها
السكان. ويستخدم في المناطق الأخرى السياج والخنادق والأسوار المحمية بأجهزة
الإنذار والأسلاك الشائكة وأبراج المراقبة والطائرات بدون طيار والقناصة
وتكنولوجيا المراقبة".
يحوي المعرض، الذي
صمم بمهنية، ملصقات، وأدوات أصلية كالقنابل التي يستخدمها جيش الاحتلال، وأخرى
أعيد تصمميها، بالإضافة إلى مواد فلمية، ومثل معظم أعمال بانكسي، فان المعرض مثير
للجدال والنقاش بالنسبة لزواره من جنسيات العالم المختلفة، ومنهم من يقدم وجهة نظره
في الصراع، بتغطية حيز من الجدار خارج المعرض، باللون الأبيض، ورسم ما يحلو لهم،
وهو ما يحدث بشكل يومي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق