حفريات في يافا تكشف عن جرائم بريطانية

كشفت نتائج حفريات أجرتها سلطة الاثار الإسرائيلية خلال موسمين في منطقة القشلة ومسجد المحمودية وسبيل أبو نبوت في يافا، عن طبقات حضارية مختلفة في الحاضرة الفلسطينية على البحر المتوسط. وعن بقايا أثرية هامة خلال الفترة العثمانية المتأخرة، تكشف عن عناصر معمارية ميزت المدينة في تلك الفترة. ولكنها دُمرت من قبل الاحتلال البريطاني. وجرت الحفريات خلال شهري حزيران وتموز 2010، ونيسان وايار 2011، ونشرت سلطة الآثار الإسرائيلية، النتائج في شهر كانون الاول 2012م. وبينت الحفريات، طبقات حضارية من العصر الحديدي، والفترة الهلنستية، والقرون الوسطى: عمارة اسلامية وصليبية، والعثمانية المتأخرة، وفترة الانتداب البريطاني، حيث دمرت عدة احياء في يافا في عام 1936، على خلفية النشاط الوطني. ومن اللقى التي تعود للفترة من العصر الحديدي إلى الفترة الهلنستية، تم العثور على كميات من الفخار، ضمن طبقة كثيفة من الطين والرمل، وجرار للتخزين، وأوانٍ للطبخ، وبقايا جدران. وتم العثور على أرضيات وجدران تعود للفترة الإسلامية المبكرة، والفترة الصليبية، تكشف عن وجود مجمعات معمارية، وتشمل الاكتشافات أيضًا أطباقاً زجاجية مستوردة، ومصابيح، وجراراً وأباريق، وقطعاً نقدية، ورؤوس سهام، وشفرات خناجر في حالة جيدة جدًا. ومن أهم ما كشفت عنه الحفريات، هي بقايا الجريمة التي ارتكبتها القوات البريطانية بهدمها احياء من يافا عام 1936م، واذا كانت تتوفر صور عديدة لذلك الدمار، الا ان الامر مختلف فيما يتعلق بما غطاه الدمار، من أبنية تعود للفترة العثمانية، اختفت بفعل التدمير. ومن هذه المكتشفات، بلاط ملون بأشكال هندسية ونباتية، مثير للانتباه، ونافورة من الرخام، تقع في قلب ساحة مفتوحة، وأرضيات جصية، وصهاريج مياه، وجدران مبنية من الطين، ومعبأة بالجير الصلب، ومعالم أخرى تعود لثلاثة منازل هدمها الاحتلال البريطاني. وتبين ان هذه المباني، كانت مربوطة بنظام صرف صحي ينتهي في البحر، وتظهر بعض البقايا، نماذج من العمارة في الفترة العثمانية المتأخرة وبداية الاحتلال البريطاني، مثل أعمدة الرخام الكلاسيكية. وكشفت الحفريات عن معالم يافية اندثرت، مثل أقواس وأبواب وشوارع، وكذلك بقايا قناة، يعتقد انها كانت جزءا من نظام للصرف الصحي في يافا، وتنقل المياه العادمة إلى البحر. ومن بين هذه المعالم، بوابة يافا الرئيسة، والمعروفة باسم بوابة القدس أو بوابة ابو نبوت، وهو احد المماليك الذي غزا يافا، وحسب المؤرخ الجبرتي، فانه صنع من جماجم اهلها بعد قتل الكثير منهم أهرامات. مما اثار عليه السخط في مصر. وتظهر هذه البوابة، التي تعود للقرن التاسع عشر، على الخرائط واللوحات الفنية، وفي الصور الفوتوغرافية التي تعود لتلك الفترة. وكشفت الحفريات عن معالم، بجانب البوابة، تخص سبيلاً يعرف اليوم باسم سبيل سليمان، واسمه السابق سبيل المحمودي. وعثر في منطقة البوابة، على فخار، وزجاج، ومعادن، وعملات معدنية، وشقف خزف، بعضها يحمل علامات المنتج وتاريخ الانتاج. وهو ما يعتبر مهما لمزيد من البحث فيما يخص تاريخ يافا. وفيما يخص فترة الاحتلال البريطاني، كشفت الحفريات، عن الدمار الذي احدثته القوات البريطانية، ليس فقط في عملية هدم المنازل في شهر حزيران 1936م، ولكن ايضا التدمير الذي أحدثته لفتح مسارب لكي تتمكن المركبات العسكرية الثقيلة من الدخول إلى المدينة، وقمع فعاليات الثورة الفلسطينية الكبرى. ويرى الأثري شلومو مفراز، الذي أشرف على الحفريات، انها اعطت معلومات هامة عن تطور يافا في الفترة العثمانية المتأخرة وفترة الانتداب البريطاني. منها ما يتعلق بالتخطيط الحضري للمدينة في القرن التاسع عشر، وسور المدينة في القرن الثامن عشر، وبوابة المدينة الرئيسة. خلال هذه الحفريات، كشفت سلطة الاثار الاسرائيلية، الذارع الاثرية للاحتلال، عن جرائم احتلال اخر هو الاحتلال البريطاني. مع استمرار الجرائم التي تتعرض لها المواقع الفلسطينية المختلفة. http://www.alhayat-j.com/newsite/details.php?opt=3&id=193080&cid=2806