مشروع أرشيف بصري عن مخيم الدهيشة

يسعى المخرج خالد ابو عجمية، المقيم في دبلن بإيرلندا، الى وضع ارشيف بصري عن مخيم الدهيشة، باستخدام وسائل الاتصال الحديثة.

وولد ابو عجمية ونشأ في مخيم الدهيشة، وينشر الان على (اليوتيوب) سلسة مواد بصرية عن شخصيات من المخيم تحت عنوان (ناس المخيم) وهو ما يذكر برائعة الكاتب الايرلندي جيمس جويس (ناس دبلن).

ويعمل أبو عجمية، كما قال في حوار مع مراسلنا، من مكان اقامته، بشكل يومي على مشروعه، ويشجعه في ذلك، الاهتمام الذي يبديه الجيل الجديد من المخيم، بما ينشره، والتفاعل الكبير منهم.

وحول اختياره لهذا الشكل من التوثيق، وليس الشكل السينمائي مثلا، وهو تخصصه قال ابو عجمية: "بهذه الطريقة، يمكن العمل دون تكاليف، اما العمل على فلم عن اللاجيء الفلسطيني، فانه يحتاج الى التمويل، بالإضافة الى ارادة سياسية ليخرج الى النور".

ويقول أبو عجمية: "لدي ماده مصوره تعد بعشرات الساعات مع اهالي المخيم سأستخدمها في مشروعي، ولن اعتمد على الاسلوب التقريري فقط".

ويبدو ابو عجمية متحمسا لمخيم الدهيشة، ويعتبر الانتقال منه الى دبلن: "الانتقال من المخيم قضيه ظرفيه بحته لاتعد خروج منه ولا اعتقد اني اكون بدونه، وهو القضية الاهم في حال الفلسطيني".

وردا على سؤال اذا كانت مسألة البعد هل تجعل الامور اكثر وضوحا؟ ام انه مجرد الحنين؟ يقول: "الحنين له دور هام ولكن التجربة تفرض نفسها واخاف ان تأكل البنايات الكبيرة صورة الخيمة".

وحول كيفية تحضيره لكل حلقة وخصوصا انها حلقات يومية، يقول أبو عجمية: "اعمل بمساعده من جيل الشباب الذي يُتهم انه جيل النت لمعرفتهم العارمة بالتقنيات، وباسترجاع صور الذاكرة الموثقة في دفاتري".

ويبدو أبو عجمية سعيدا لتجاوب اهل المخيم مع حلقاته: "العشرات ينتظرون الحلقة يوميا والاعداد تزيد ومشاركتهم واهتماهم يعبر عن عطش لمعرفه اوسع عن مخيم الدهيشة، اشعر انهم ايتام يحتاجون لمن يربطهم بما سبق".

وردا على سؤال حول استخدامه لغة شاعرية محبة غير محايدة، واذا كان يعتقد انها اللغة الاصوب لإيصال رسالته، يجيب أبو عجمية: "بلا شك لا اخفي حبي ولا استطيع ان اكون الا من هناك، كيف لا وانا اتحدث عن اهلي، حديث الاصدقاء والاهل هو حديث دافيء ويجب ان يكون كذلك".

وحول الاسس لاخيتار الشخصيات التي يتحدث عنها، يقول ابو عجمية: انا لدي مخزون عن سبعين شخصيه هم من بدأ حياة المخيم هم اول رجالات المخيم، وكذلك نسائه، وهم التأسيس بغض النظر عن القرى التي اتوا منها او مواقعهم الاجتماعية، فيهم السجين والمناضل والكاتب والعامل والسياسي، اذكرهم جميعا بصرف النظر عن ادوارهم".

ويضيف: "حلمي ان يكون هناك ارشيف موثق للمخيم، وطالبت جميع الاصدقاء ارسال صور ووثائق أيا كانت لتلك الشخصيات واسعى لإقامه معرض صور فوتوغرافيه، واعمل على مشروع الارشيف بجهد شخصي وبدعم وتأييد كثير من الاصدقاء الذين يومنون بالفكرة".

وعن الصعوبات التي يواجها يقول: "الأرشفة هي مهمة دول ومؤسسات، وتحتاج لمتخصصين وكذلك اموال لكن اخشى ان لا يكون ارشيف اللجوء على اولويات المؤسسات، أحتاج لعمل الكثيرين واحتاج لموقع امن، واحتاج بالطبع الامكانات المادية ولكن الوقت هو ما استند عليه في هذا الحلم".

http://www.alhayat-j.com/pdf/2012/8/9/page13.pdf