السبت، 7 يونيو 2008
أفروديت الغارقة في بحر عسقلان
أسطورة أفروديت آلهة الحب والجمال الإغريقية، التي أصبحت فيونس لدى الرومان، نشأت في البحر الأبيض المتوسط، عندما انبثقت من زبد صدفة بحرية في جزيرة قبرص، وعادت لتظهر من جديد في هذا البحر، ولكن هذه المرة قريبا من مدينة عسقلان الفلسطينية الساحلية، التي تقع الان شمال دولة إسرائيل. وخلال دراسات استقصائية نفذتها سلطة الآثار الإسرائيلية في المنطقة الشمالية من شواطيء عسقلان، تم العثور على تمثال برونزي لافروديت، بالإضافة إلى تماثيل لاعمال فنية أخرى كانت مستقرة في قاع البحر طوال سنوات طويلة، من اهمها تمثال برونزي يمثل الذكورة الطاغية له علاقة بتكون اسطورة افروديت.
وعثر على افروديت البرونزية هذه التي ظهرت بشكل كامل، في حطام سفينة رومانية مساحتها 30 × 30 متر، متآكلة بفعل عوامل الزمن البحري كالرمال والعواصف وغيرها. وما تبقى من السفينة عبارة عن قطع خشبية وقطعتين من الأسلحة، ومسامير برونزية، مع شرائح استخدمت في بدن السفينة، وبكرات برونزية وغيرها من مواد استخدمت في بناء السفينة.
ولكن الأهم فيما عثر عليه ثلاثة تماثيل برونزية، الأول وهو الخاص بافروديت العارية، والثاني لرجل عاري ملتحي يمثل الإله بريبوس، والثالث تمثال يتعلق بتاليه الحيوان في أساطير الشرق القديم. وإذا كانت افروديت معروفة إلى حد كبير، فان الإله بريبوس، أو يرونس، اقل شهرة، ولكنه مرتبط بأسطورة افروديت، التي تتحدث عن إقدام كورنس على قطع العضو التناسلي ليورنس فسقط مع الدم والمني في البحر وتكون جراء ذلك الزبد (الرغوة) في صدفة، ومنه ولدت أفروديت.
وتظهر افروديت في التمثال البرونزي المصبوب، رافعة يدها اليسرى إلى الأعلى وكأنها تلوح بها، وواضعة ساقها اليسرى فوق ركبتها اليمنى، بينما تتحسس باطن قدمها اليسرى بيدها اليمنى. ويبلغ طول التمثال المثير للاهتمام 20 سم، وهو مصنوع من قطعة برونزية واحدة، ولم يتاثر بعوامل التعرية المائية فبقي صامدا يمجد اسطورة الالهة المنبثقة من امتزاج الدم بالمني، بماء البحر.
أما تمثال يرونس، وطوله 10 سم، فيظهر على شكل رجل عار يرتدي قبعة متطاولة، رافعا يده اليمنى إلى الأعلى، ومقدما رجله اليسرى إلى الأمام، قليلا عن رجله اليمنى. ويبدو وكأن يرونس في لحظة راقصة، مع انحناءة محيرة من رأسه، أما بالنسبة للرمز الأكبر في هذا النوع من التماثيل وهو العضو الذكري، فيبدو كما في باقي النماذج التي تقدم ليرونس اكبر من المعتاد ولكنه متدل إلى اسفل، بعكس تماثيل أخرى يبدو فيه عضو يرونس الذكرى منتصبا وكبيرا بشكل ملحوظ.
أما التمثال البرونزي الثالث المكتشف، فهو صغير جدا وطوله 1،9 سم، وله علاقة بتاليه الحيوانات الثديية لدى شعوب الشرق القديم، ويمثل قردا جالسا، يغطي فمه باثنين من أطرافه. ومن بين ما عثر عليه مسامير برونزية أطوالها 0،76 م، ليست عليها علامات طرق، مما يدل على أنها لم تستخدم قط، وربما تكون جزء من شحنة البضائع التي كانت على السفينة، وليست جزءا من السفينة نفسها.
ومن بين الأعمال الفنية المكتشفة جرس مع ثقب في جزئه الأعلى من اجل التعليق، وفتاحة زجاجات، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الأدوات الصغيرة التي كانت تستخدم في الصيد، بما فيها الخطافات، والإبر البرونزية المستخدمة لاصلاح شباك الصيد، والأثقال الخاصة بالشباك وغيرها. واستنادا إلى فحص المواد المكتشفة، من تماثيل، ومسامير، واعمال فنية، فانه يمكن الافتراض أن الحديث يدور عن سفينة تجارية رومانية غرقت ما بين القرنين الأول والثاني الميلاديين. وقد يكون سبب الغرق، هو جنوح السفينة نحو الأرض وتحطمها، بفعل عواصف مفاجئة، أو لعدم وجود مرسى طبيعي أو مرفأ.
http://65.17.227.80/ElaphWeb/Reports/2008/6/337537.htm
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق