أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 15 فبراير 2025

ابتسامة موسى!


 

يعبِّر موسى عن نفسه بالابتسامة، التي قد تتسع ولكن لا تصل للقهقة. يعتقد أنها اللغة الأقرب للتواصل. هكذا كان في المدرسة، وفي الحياة.

وصلت منزل موسى في مخيمنا قرب الحاووز، رفقة الزميل خالد أبو عكر وصحفي أجنبي، دون ميعاد. الحديث عن الحدث الساخن، تصاعد العمليات في الانتفاضة الثانية، واعتقال شقيقه إبراهيم وزوجته الأوكرانية، وشقيقه الأصغر خليل.

أُدرك أن الاحتلال غيَّر مصاير معظمنا، ومن بينهم إبراهيم، الذي فوجئنا بانخراطه في المقاومة، والحكم عليه بالسجن 6 مؤبدات و45 سنة.

عندما ودعت موسى، بدت لي ابتسامته رسالة. فوجئت بعد أيَّام قليلة باعتقاله، صدمت حقًا. أين خبأت كل ذلك يا موسى. لم تكن الابتسامة هذه المرَّة الأنسب للتواصل.

خرج موسى اليوم بعد 23 عامًا إلى مخيمه وقدسه، معبرًا، هذه المرة، بابتسامة لا تحتاج إلى فك رموزها.

خليل أُبعد! وإبراهيم بدا متماسكًا؛ قصته قصة وحكايته حكايا! لو ينطق الحجر والتراب والهواء منبئًا عن سلالة الريح. فلسطين ليست بلاد الحكايات، هي الملحمة التي لو جُيِّر مداد البحر لما تمكن من خطها!

زاملت والديهم؛ أبو يوسف وأُم يوسف في زيارات الأسرى، قسَّم الأبوان نفسيهما لزيارة الأولاد. استنفرت مقدرات الأبوة. شهدت كيف تكبر الطفلة غزالة، بينما شقيقتها تكبر لدى جدة أخرى في أوكرانيا.

أوقفني في البدء وقال، خُلق الفلسطيني من حرف وطين! مقامك ما بين التراب والإبداء! أزلية لتشهد الريح والسماء والبرازخ!

#موسى_سراحنة

#إبراهيم_سراحنة

#خليل_سراحنة

#مخيم_الدهيشة

#أسامة_العيسة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق