استعد الأسير إسماعيل عليان (27) عاما، يوم الاثنين
الماضي (17-9-2018) جيدا لزيارة الأهل المقررة في ذلك اليوم، خصوصا وأنه كان يمني
النفس بحضن طفله الرضيع آرام، ابنه البكر، الذي لم يعش معه سوى أشهر معدودة.
قبل نحو ثلاثة أسابيع أعلن عليان، الإضراب عن الطعام مع
زميله له، بتكليف من زملائه المعتقلين الإداريين في سجن عوفر، على أن يلحقهما كل
يوم أسرى آخرين. عزلت إدارة السجن عليان، ورفيقه في الزنازين، ولكن الإضراب لم
يستمر طويلا، بعد تلقي الأسرى الإداريين وعودا بالاستجابة لبعض مطالبهم.
زيارة يوم الاثنين، كانت مهمة للأهل، لكي يطمئنوا على
ابنهم، بعد الإضراب القصير الذي خاضه ابنهم إسماعيل، الذي تعرض مرات كثيرة
للاعتقال، كان آخرها اعتقاله قبل عشرة أشهر وتحويله للاعتقال الإداري لمدة ستة
أشهر ثم تجديد اعتقاله لستة أِشهر أخرى.
عندما فتحت أبواب الزيارة للأهل، الذين انتظروا ساعات،
وجدوا إسماعيل يقف في غرفة صغيرة، تقع أول الرواق المخصص للزيارة. أراد إسماعيل
الاستفادة من قانون سلطة السجون الاحتلالية الذي يسمح للأطفال بالدخول إلى الغرفة
وحضن آبائهم الأسرى، مرة كل زيارتين أي كل شهرين، وعندما وصلت أمه وزوجته التي
تحمل طفلها آرام، وطلبت من الشرطي حمله إلى الداخل ليحتضنه والده، رفض قائلا:
ممنوع، وتبين أن إدارة السجن قررت معاقبة إسماعيل وحرمانه من حضن طفله، لأنه أَضرب
عن الطعام.
اكتفى إسماعيل بوضع يده على الزجاج العازل بين الأسرى
والأهل، عل طفله الرضيع المحمول بين يدي والدته، يشعر به، ويعرف كم يحبه.
بدا إسماعيل، كما رآه مراسلنا الذي حصل على تصريح زيارة
أسير في سجن عوفر، مفعما بالحيوية، وبمعنويات مرتفعة، فلم يرد أن يظهر عليه الحزن
أو الغضب أمام عائلته وأمام السجانين، وعند انتهاء الزيارة لوح بقبضته مرتفعة رمزا
للتحدي، وهو يبتسم من خلف نظارة طبية يرتديها.
يعتبر إسماعيل احد قادة الأسرى الإداريين في سجن عوفر،
وكثير منهم من مخيم الدهيشة قرب بيت لحم، حيث يقطن، واتخذوا خلال الأشهر الماضية
خطوات احتجاجية عديدة رفضا لاعتقالهم الإداري، ووعدا بتحقيق بعض مطالبهم، ولكن
إدارة السجن لم تستجب.
لم يذكر الأسرى لأهاليهم، عن نيتهم البدء بإجراءات
نضالية ضد إدارة السجن، ولكن ما أن غادر الأهالي ساحة السجن، وبعضهم وصلوا منازلهم
في التاسعة مساءً، حتى وصل خبر خوض إسماعيل عليان، الإضراب المفتوح عن الطعام مرة
أخرى.
خلال
فترة بين اعتقال واعتقال آخر له، عادة إسماعيل لممارسة هوايته في ركوب الخيل،
وتزوج في يوم 17-8-2016م، وكانت ثمرة زواجه آرام، الذي لم يتمكن من حضنه وضمه إلى
صدره وشم رائحته، وسيحتاج آرام إلى سنوات أخرى ليعرف بان هناك من حرمه من ذلك
الحضن الدافئ حتى خلف زجاج سميك، في معتقل بارد، وبأنه والده خاض بعدها إضرابا
مفتوحا عن الطعام، وشعاره الجوع ولا الركوع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق