الأسير
إسماعيل عليان (27) عامًا هو أوّل أسير أراه وآخر أسير أودعه خلال زيارتي لسجن
عوفر، يوم أوّل أمس الاثنين، بتصريح من دولة الاحتلال البغيضة، صدر بعد طول
انتظار.
عندما
دخلت الرواق المخصص لزيارة الأسرى الذين فصل بينهم وبين أهاليهم زجاج عازل للصوت، رأيت
إسماعيل في الغرفة أوّل الرواق المخصصة لاحتضان الأسير لأطفاله، مرة كل شهرين وفق
قوانين سلطة سجون الاحتلال.
لوحتُ
له بقبضتي وأنا أضحك لأرفع من معنوياته، وهو فعل نقس الشيء ليرفع من معنوياتي،
وعندما انتهت الزيارة فعلت يدي ملوحا، وستظل ضحكته وقبضته المشرعة في الهواء، تحتل
ذاكرتي.
أراد
إظهار القوة رغم أن إدارة السجن لم تسمح له باحتضان رضيعه البكر آرام، الذي بقي
بين ذراعي أمه. لم يتمكن من حمله وتشممه، وهو الذي تدرب على ذلك ربما طوال أيام
قبل الزيارة، وبررت الإدارة قرارها بان إسماعيل خاض قبل ثلاثة أسابيع إضرابا عن
الطعام، وهي تعاقبه الآن، بحرمانه من ضم آرام إلى صدره.
لم
يتحدث الأسرى عن أية خطوات سيتخذونها كالإضراب، ولكن ما أن وصل الأهالي إلى
بيوتهم، وبعضهم مثلي وصلها في التاسعة مساءً، حتى سمعوا بأن إسماعيل عليان أعلن الإضراب
المفتوح عن الطعام. هي مقاومته وحربه الصغرى ضد الاحتلال، يخوضها بجسد مشرع للحرية
أو الموت.
إسماعيل
يا إسماعيل لم تكن بحاجة لي لتسمع عن الخراب في الخارج، فأنت تعلم ذلك، ولكنك
وغيرك من الرفاق قررتم، أن تذهبوا بعيدًا من أجل الكرامة، ولكي يعلم آرام عندما
يعي على الخراب بان هناك من رفض وقال لا..!
لا
يمكن أن يكونوا؛ المتحاذقين، والخطباء، وذبابي فتات المناصب، ومصدري البيانات، وأشباه
المثقفين وأنصافهم، من نفس الفلسطين، فلسطينك..!
أشكو
إليك، في زنزانة العزل، ضعفنا وهواننا..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق