يقدم
الدكتور حنّا منصور لكتابه حيفا الكلمة التي أصبحت مدينة، محاولا تفسير سرّ مدينة
الشغف: "تستحوذ حيفا على حيزات واسعة في مستودع الذاكرة الفلسطينية، لكونها
مدينة شهدت نموًا وتطورًا كبيرين خلال حقبة زمنية قصيرة جدًا قياسًا بمدنٍ أخرى.
فتحولت حيفا من قرية صيادين إلى مدينة تحمل كافة مكونات المدينة الحديثة
والمعاصرة. وكثر من ذلك فإنها كانت مدينة مفتوحة للشرق والغرب معا، بمعنى أنها
تعاملت مع ما ورد إليها بانفتاح كبير، وهذا ما جعلها مدينة متعددة التوجهات
الفكرية والحضارية بكل مركباتها".
و.."لكن
مشهد نمو وصعود هذه المدينة توقف في العام 1948 على يد مشروع استيطاني اقتلاعي
تبنته الحركة الصهيونية مدعومة من الدول الاستعمارية وعلى رأسها بريطانيا، ولا زال
المشروع قائما من خلال محو وإبادة المكان –أي حيفا- عمرانيا وثقافيا ولغويا".
تغلب
العاطفة الجياشة على حيادية المؤرخ لدى منصور: "حيفا ليست كباقي مدائن
فلسطين، إنها الجنة بحالها".
الكتاب
أو المجلد الذي يضم صورا منتقاة من البومات عائلية، هو عبارة عن مقالات ومداخلات
كتبها وقدمها منصور في مناسبات معينة، وهذا النوع من الكتب، يحتاج في العادة إلى
تحرير حتى تناسب المقالات كتابا يضم جميعا، وهو ما لم ألحظه في الكتاب الذي خلا
أيضا من قائمة للمراجع.
يتحدث
منصور عن العديد من الرموز الحيفاوية، ومن مر بها مثل داهش بك، وأورد على الأقل
معلومة عنه غير دقيقة، ولو ذكرها كما وردت لأوَّل مرة في المرجع الذي نقل عنه دون
أن يذكره، لتجنب عدم الدقة.
لان
الكتاب هو تجميع مقالات عن حيفا، فانه خلال من أسماء مهمة لعبت دورا في حياة حيفا
الثقافية والاجتماعية والسياسية، كالمؤرخ الكبير إميل توما، والمحامي حنّا نقارة،
والكاتب إميل حبيبي الذي كتب رواية حيفا في (اخطية) والتي اعتبرها من أهم الروايات
العربية.
آمل
أن يواصل منصور بما عُرف عنه من وعي واجتهاد وحرفية طريقه الطويلة في حب حيفا..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق