الثلاثاء، 31 أكتوبر 2017
الاثنين، 30 أكتوبر 2017
سرّ حجر البدّ..!
كما قلت، كنت
أُعشّب القُصّيبة بالقرب مِنْ مسار قَناة الكفَّار، استرحت على حجر بدٍّ ضخم لعصر
الزَّيْتون لم يكمله الحجّار، وبسبب ضخامته نجا من لصوص الآثار، ومن العابثين، ولم
يفكر أحد باستخدامه في جدار، أو أيّ شيء مشابه، لضخامته وثقله، ودائمًا يحلو لي
الاستراحة عليه، أُمدد جسدي فوقه، وآخذ غفوة قصيرة. يبدو أن الَّذي أنهى تدوير
الحجر وصقله بدأ في حفر الفتحة التي يتم من خلالها وضع خشبة البدّ، والتي يصل
طولها إلى عدّة أمتار. ولطالما تحيرنا: لماذا لم يكمل الصانع عمله، وترك حجره
مرميًا هكذا؟ هل بسبب إحدى فواصل التَّاريخ وتقاطعاته في فِلَسْطِين؟ هل سمع دبيب
خيل الإسكندر؟ أمْ رأى من بعيد جند الرُّوم؟ أَو هل ارتاع من جحافل العَرَب، الذين
طوقوا القُدْس طويلاً، حتّى لم يتركوا لبطريركها صفرونيوس أيّ خيار لإنقاذ شعبه،
واختصوا أنفسهم بأنفس الغنائم، والمنازل، والحمامات، والشوارع؟ هل كان شاهدًا على
الدِّماء التي سُفكت، وما أكثرها على هذه الأرض؟ عرب يقتلون عربًا، في حروبٍ على
كراسي العروش والنفوذ، وناس تدفع ثمن صراع الإقطاع الغَرْبيّ مع الإقطاع
العربيّ-الإسلامي. هل ارتاع من الصَّليبيِّين الذين تلذذوا بأكل لحوم البَشَر في
المعرة أَو لحوم بعضهم وهم في طريقهم إلينا؟ هل رأى فلول الجَيْش العثماني يغادرون
إلى الشَّرَق، فترك عدَّةَ شغله، وانطلق في أثرهم خائفًا من المجهول؟ من الصَّعْب
معرفة السرّ في عدم إكمال حجر البدّ هذا.
**
على حجر البَدّ في رواية
وردة أريحا
عدسة: يوسف أبو طاعة
السبت، 28 أكتوبر 2017
عندما لا يرقص الكاتب التانغو وحيدًا..!
علمتُ بخططِ الشعراء،
لغزو أرض الروائيين، وخلال السنوات الماضية كان يمكن، حتى لفاقد البؤبؤين، رصدهم
يتسللون إلى الأرض التي بدت لهم بِكرا، لم يَفلح الروائيون في فَلحها، ففلحوها،
ومنهم من لم يعد ليزر أرضه الأولى.
في الواقع هي أكثر من
خطط، هي مؤامرة، أنجحها من استعد، وتدرب، وتشبع بالتفاصيل، ومنهم صديقي إياد.
أنا لا أحب الكُتَّاب
الذين يولدون عباقرة، وبدلاً من إطلاق صرخة معلنين وصولهم، يأتون إلى عالمنا
يعرفون كل شيء، ومن المثير أن ذلك يشمل قوس قزح غريب يشمل الكتابة وأدواتها،
والسياسة، وحتى الفيزياء، وأسرار الفُكاهة.
من حسن الحظ أن إياد
ليس منهم، وإلا لكانت عِشرته مقيتة، دعوني أحدثكم عن إياد الكاتب الذي يقف على أرضية
أخرى مناقضة تماما لأولئك الكُتّاب العباقرة الذين يثيرون الملل.
يتميز إياد بالمثابرة؛
هو دائم البحث لإغناء أدواته وصقلها، وهذا لا يتأتي إلا لمن يعي معنى المثابرة
ومعرفة أن الكسلَ لا يليق بأصحابه.
بالنسبة لإياد فان
التعلم، أكثر من فضيلة، وهو شرط ضروري لأدوات الكتابة، فنجده يُنقب ويمحص ويسافر
من أجل الاقتناص؛ اقتناص الجديد والقديم الذي فاته، ومن فات انتخاب قديمه، فاته
صوغ جديده.
يؤمن إياد بالتجديد،
وهي صفة أخرى تزكيه في فئة الكُتّاب الحقيقيين، الذين لا يركنون لعبقرياتهم التي
يولدون بها وتلازمهم حتى الممات، في أعماله الروائية والشعرية يمكن أن نقف على
هواجس التجديد لديه، من أجل عملٍ يليق به وبقاريءٍ يتوجه إليه وهو يعلم بأنه مُتطلب،
فالكتابة مثل رقصة التانغو، لا تحتاج فقط الكاتب، ولكن أيضا القاريء، مَن يكتبون لأنفسهم
يمكن أن يحتفظوا بما يكتبونه في الأدراج بعيدًا عن الشمس، أمَّا طائفة الكتاب التي
ينتمي إليها إياد، فهي تؤمن بخيوط الشمس الذهبية تدخل النوافذ، وبالرياح تضرب الأرض
لتطهرها. الأدب ليس إلا تطهرًا وتطهيرًا للبشر والحجر، والنبات، والأحلام، والعشق،
والتحرر.
من ميزات إياد أيضًا
الاجتهاد. يقف على نقيض قاعدة (لا اجتهاد مع النص) فلا نصوص مقدسة في عالم
الكتابة، وما يبدو مقدسا في يومٍ سيغدو غير ذلك في اليوم التالي، وهذا نسغ الكتابة
يجري في عروق سلالة المبدعين الذين يُلونون حياتنا، من أوّل أساطير الأولين، حتى
ما خطه ما اعتقدوا انه عالمين ببواطن الأشياء، إلى ما نعرفه الآن بأن البواطنَ،
مثل الظواهر مخاتلة، ومراوغة، وأن الاقتراب منها، ومحاولة خدشها هو ما يجعل من الأدب
أدبا.
يتطلع إياد، وهذه صفة
أخرى له، إلى طَرق مواضيع غير مطروقة، بازميل ينحت ما هو جديد ومختلف، وهو ما
يفعله في هذه الرواية التي نحتفي بها اليوم.
أريد أن أقول للشاعر
إياد شماسنة، بان مؤامرة غزو أرض الروائيين قد نجحت.
وأريد أن أدعوكم
لتدعو معي إياد للاستمرار في التآمر بأكثر الطرق، غير المطروقة، جرأة..!
الأربعاء، 25 أكتوبر 2017
اللقاء الثاني على قناة الكُفّار..!
هي واحدة من أجمل
القنوات التي نقلت المياه إلى القدس منذ ألفي عام، يسميها أهل بيت لحم قناة الكُفّار،
والكُفّار، بالنسبة للبيتلحميين هم الرومان. على بقايا مقطع من هذه القناة، ما
زالت نقوش الصناع عليها، التقينا العام الماضي، في توقيع (رسول الإله إلى الحبيبة)
والتقينا هذا العام (12-10-2017م) على نفس القناة التي حافظ عليها متحف بيت لحم في
توقيع (قط بئر السبع)، هو لقاء ثقافي، لم نخطط يوسف أبو طاعة مدير متحف بيت لحم
وأنا أن يكون حوليا، ولكن هذا ما جرى، علنا نلتقي العام المقبل، لنحتفي بالأدب
والموسيقى.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)