عندما بدأت بقراءة رواية قط بئر السبع للأديب والروائي الصديق أسامة العيسة والتي حصلت على نسختها الموقعة من الكاتب في خلال الحفل الذي أقيم في متحف بيت لحم لإشهارها في حضور جمع من المثقفين والكتاب والمهتمين وعلى رأسهم وزير الثقافة الدكتور إيهاب بسيسو وبحضور الوزير السابق الصديق شوقي العيسة وتقديم الكاتب والشاعر أسعد الأسعد، وسعدت بسماع أراء من سنحت لهم الفرصة وقرأوها قبلي وحسب معرفتي بأسامة وقراءتي لرواياته السابقة فإن المكان يشكل حيزا مهما في رواياته ويتقاسم البطولة مع شخصيات الرواية إن لم يكن هو البطل نفسه، حيث يأخذ حقه من البحث والدراسة لذا كنت على ثقة بأني سأجد الكثير عن بئر السبع ومحيطها وتاريخها في ثنايا النص ومن هنا بدأت قراءتي، ولكني تفاجأت بأني أقرأ رواية حقيقية شدتني بشخوصها وحركتها وتطور أحداثها بحيث أصبح بحثي عن المكان في خبر كان، فقد استطاع أسامة بحرفية بالغة أن يربط الخيوط بكل تمكن وجعل من إبراهيم البسة وبسته محورا لرواية جميلة معبرة عن الحركة الأسيرة في نهاية السبعينات مثريا ذلك بالحوارات التي كانت تدور بين إبراهيم وآمر السجن آشر اليهودي العراقي المهاجر إلى فلسطين، ولكن النقطة التي لم أفهمها هو إصرار أسامة على إنطاق آشر بكلمة يا خبيبي في مخاطبته لإبراهيم مع أنه من المفروض أن آشر يتقن اللغة العربية.
نهاية الشقراء كانت مأساوية وخصوصاً أنها كانت على أيدي كلاب الأرض نفسها فهل كتب على هذه الأرض أن لا تعرف السلام حتى بين أبناءها من المخلوقات الأخرى أم أن المتحاربين يسخرون الغطاء النباتي والحيواني في هذا الصراع الذي لا ينتهي؟.
شكراً أسامة فقد أمتعتنا برواية حقيقية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق