أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الجمعة، 6 أكتوبر 2017

بقايا مدرسة على الحدود..!




في عام 1948م، أصبحت مدرسة خربة البرج، في حدود دولة إسرائيل الجديدة، ورغم أن فقدان أهالي الخربة المهمشة لمدرستهم بحد ذاته نكبة، إلا ان الصدف التي جعلت دبابة للعصابات الصهيونية تتعطل قرب المدرسة، حال دون تمدد الدولة الجديدة على مزيد من أراضي البرج، التي يلفظها أهلها بكسر الباء.
تقع خربة البُرج إلي الجنوب الغربي من مدينة الخليل على بعد 30 كلم، وتبعد عن مدينة دورا نحو 20 كلم، وتعتبر إحدى بناتها المائة وواحد، وإحدى قرى ما يعرف بالخط الأمامي والقرى الحدودية، أقصى جنوب الضفة الغربية.
قد تكون خربة البرج، الوحيدة من خرب دورا التي سكنت مبكرا من قبل الأهالي،  كما يذكر ادوارد روبنسون الذي زارها عام 1838م.
نكبات البرج مع الحكومات قديمة، يقال بأنها استعصت على العثمانيين، في أواخر القرن التاسع عشر، فقصفوها بالمدفعية ما أدي إلى تدمير بعض المساكن، ولم يكن الانجليز أفضل من العثمانيين، وظلت تجمع سكاني هامشي في العهد الأردني، وفي ظل الاحتلال الإسرائيلي، وزاد من تهميشها وعزلتها إقامة الجدار الاستيطاني، الذي لم يحجب نظر أهلها إلى ما فقدوه من ارض، فيرون المزارع الاحتلالية على أرضهم المسلوبة تنتعش وتتمدد.
الجدار الاستيطاني الذي يرتفع أكثر من تسعة أمتار، وعليه أسلاك شائكة، يمر بجانب بقايا المدرسة، التي تركها المحتلون ربما رمزا لقوتهم، في حين أن المدارس في أنحاء العالم هي رموز للعلم والسلام والتقدم وأشياء أخرى-كما يقول شاب من العاطلين عن العمل وهو يقف وسط أترابه وسط بلدة البرج القديمة، بالقرب من بقايا البرج الروماني، الذي أعطى الخربة اسمها.
تتعرض الخربة إلى اقتحامات متكررة من قوات الاحتلال، بحجة ملاحقة العمال الذين يتهربون إلى داخل دولة الاحتلال للعمل.
تزخر الخربة بالمعالم الأثرية، التي تؤكد حضارات الأمم التي مرت بها، وتعود للفترات الرومانية والبيزنطية، والإسلامية، والصليبية، حتى نمط العمارة الفلسطيني التقليدي المسمى بالعقود.
وأهم معالم الخربة البرج الروماني، الذي كانت عائلات من الخربة تقطنه حتى قبل سنوات قليلة، وما زالت بقاياهم موجودة فيه.
تحتاج بيوت الخربة القديمة إلى ترميم، ومنها قصر أحد الأعيان المحليين سلامة دودين، المعروف باسم العلالي، والمبني على تلة مشرفة.
في الأسبوع الماضي، نظمت وزارة السياحة والآثار، فعالية واسعة في الخربة، شملت مشروع تحسين الإنتاجية من خلال تدخلات بيئية مستدامة، وإطلاق مشروع صمود من أجل فلسطين بالتعاون مع مركز أبحاث الأراضي ومؤسسات أخرى.
إلى الغرب من القرية يفصل الجدار بين أراضي البرج، وتظهر بقايا المدرسة محاطة بالأسلاك الشائكة، رمزا لما مرت وتمر به هذه القرية المهمشة، التي ما تزال تعاني وتفتقد للكثير من الخدمات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق