بعد صمت المدافع في
عام 1948م، وإبرام اتفاقيات الهدنة بين الدول العربية التي دخلت جيوشها إلى
فلسطين، ودولة إسرائيل الجديدة التي رحب بها المجتمع الدولي المنقسم آنذاك بين
معسكرين، عضوًا في هيئة الأمم، وجد رَقَب وهو مواطن فلسطيني من خربة البرج، وهي إحدى
بنات دورا، في موقفٍ لا يمكن تحمله، فخط الهدنة سيمر من عَقدِه، والعَقِد هو منزله
المكون من غرفة مبنية من الحجارة، فتوسل لضباط الارتباط الإسرائيليين والأردنيين،
كي يزيحوا الخط بعيدًا عن منزله، ولا نعرف كيف تمكن رَقب من النجاح في مهمته، ولكن
هذا ما حدث وكسب بيته، بغض النظر عن المساحات التي فقدها أهالي البرج وأصبحت ضمن
دول إسرائيل، وعن الشهداء الذين قتلوا برصاص دول الإرهاب الأولى في الشرق الأوسط.
اختار رَقب الأسلوب
الأمثل في حادثة محددة، في زمن الهزيمة العسكرية، وهو ما يمكن أن يصفها بذلك
المحللون، أمَّا بالنسبة لآبائنا فإنها الخيانة.
لم يكن رَقَب يعلم بالتأكيد،
انه سيأتي يوم، سيعلن فيه احد المسؤولين العرب تبني أسلوب التوسل، فحمد بن جاسم،
وزير خارجية قطر أعلن في عام 2012م، بان العرب لا يستطيعون مساعدة الفلسطينيين
وعليهم أن يتوسلوا إلى الولايات المتحدة الأميركية، وقد لا يفيد حتى التوسل،
واعتبرت تصريحاته جريئة..!
الأجيال الجديدة في
البرج، اتخذت سبيلاً آخر، غير التوسل، وقبور الشهداء من فدائيي العمل الوطني
الفلسطيني في السنوات الماضية حول مقام أبو طوق، تعتبر رمزًا على ذلك، ولكن زمنهم
في عصر القطب الواحد، ليس أفضل حالا من زمن القطبين في عالم أعوج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق