تحتوي رواية قط بئر
السبع، على كم هائل من المعلومات الحقيقية عن الحياة الطبيعية في فلسطين وبعض
حيواناتها، وجميعها جاءت في سياق رواية تحكي قصة ولادة قطة في معتقل بئر السبع،
وما رافق ضيافة هذه القطة في غرف المعتقلين الفلسطينيين من رفض لإدارة السجن، وبالتالي
فان مسرح الأحداث هو السجن وحياة الحركة الأسيرة الفلسطينية في تلك المرحلة التي
تزامنت مع زيارة الرئيس السادات لإسرائيل، وقد تناولت الحبكة الفنية للرواية هذين
الموضعين تحديدا وما دار حول الأحداث من إضافات.
وقبل التحدث عن
الرواية لا بد من الإشارة إلى ان الحركة الأدبية الفلسطينية تنهض وتكبر وتحقق
انجازات كبيرة، الأمر الذي يقتضي الحرص عليها ومواكبتها وتسليط الضوء على أدائها.
على خلاف ما قمت به
لدى إتمامي لقراءة رواية مجانين بيت لحم إذ اتصلت باسامة وباركت له، هذه المرة أحسست
أن رأيا ما يجب أن يقال:
* فالي جانب الكم
الجميل من الأفكار والصور والنقد، وعرض المواقف بطريقة ساخرة بعيدة عن الخطابة
والتقريرية ، فأنني أحسست أن شخوص الرواية مضغوطة، بل محشوة بالمعلومات الموجودة أصلاً
لدى الكاتب، إلى درجة انها تفقدها مرونتها
والى حد ما واقعيتها، ولو ان أسامة جاء بأشخاص آخرين ضمن الحبكة والحوار ووزع كل
هذه المعلومات عليها، ربما لكان النص أكثر
سلاسة.
* تحدث الكاتب عن
الحركة الوطنية الأسيرة بطريقة دقيقة لم يتحدث أصحاب التجربة عنها مثله.
* هل كان أسامة على
عجلة من أمره؟ وهل كان عليه ان يتأنى كي
يأتينا برواية لا تقل عن سابقاتها؟
*في المحصلة، فإننا
نقف أمام عمل أدبي تطرق للصراع التاريخي الدائر على الأرض بعيدا عن لغة الخطابة
والتقريرية واثبت مرة أخرى أحقية هذه البلاد لأصحابها الذين تعايشوا مع كوبرا
فلسطين وعصفور فلسطين وقط بئر السبع
والكلب الكنعاني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق