الهبت شخصية القائد
الاسماعيلي الحسن الصباح مخيلة الناس، والمؤرخين والمستشرقين على مدى قرون.
ولا شك، وكما يحدث
بالنسبة لكل شخصية شبيهة، اختلط في رؤية الناس لها، الحقائق بالخيال.
اول ما تعرفت بشكل
مفصل على شخصية الحسن الصباح عن طريق كتاب برنارد لويس عن الحشاشين، ولكنه لم يكن
كافيا، نبشت كثيرا في تاريخ الاسماعليين، خصوصا وانني عشت نحو عام بينهم في نجران.
الكاتب فلاديمير
بارتول، وضع رواية عن الحسن الصباح وقلعته آلموت، صدرت بالعربية من ترجمة، هالة صلاح الدين
لولو، باشراف ومراجعة - حسان عباس، واعلم عن تجربة عربية اخرى للرواية.
رواية كتب عنها
الكثير، وليس بوسعي اضافة الكثير عما كتب عن هذه الرواية الكلاسيكية، هل اقول
والخالدة ايضا؟
من ويكيبيديا،
الموسوعة الحرة
آلموت هي قلعة على
جبل شاهق في خراسان بناها ملوك الديلم ،استولى عليها الحسن بن الصبّاح في شهر شعبان
من عام 483ه ومنها بدأ دعوته الإسماعيلية الباطنية. وبالرغم من أن فلاديمير بارتول
كان قد كتب روايته (آلموت) قبل ستة وستين عاماً إلا أن الأسئلة المريرة التي
تطرحها قد اكتسبت منطقاً وحيثيات واقعية جداً بعد أحداث الحادي عشر من أيلول
(سبتمبر) 2001م، فلاديمير بارتول الذي احتفلت بلاده بمئوية ميلاده في الرابع
والعشرين من فبراير من العام الحالي كان كاتباً مهتماً بعلم الأحياء والفلسفة ودرس
كل الأعمال المنشورة لفرويد وحصل على درجة الدكتوراه المزدوجة في الأحياء والفلسفة
في عمر لم يتجاوز خمسة وعشرين عاماً، ولد في الرابع والعشرين من فبراير عام 1903م
ونشأ طفلاً مفرط الحساسية وعاش في بلغراد يعمل في عدة صحف وكان دائماً يحلم بأن لا
يكون مجرد كاتب فحسب بل إن طموحه كان يتجاوز الحدود المحلية إلى الآفاق العالمية،
وبعد الحرب العالمية الثانية أصبح عضواً مساعداً بالأكاديمية السلوفانية للعلوم
والفنون التي بقي فيها حتى وفاته في 12سبتمبر عام 1967م. كتب بارتول عدة أعمال
مسرحية وقصصية ولكن عمله الذي به اشتهر في العالم هو رواية (آلموت) هذه الرواية
التي نحن بصددها، وقد ترجمت إلى أكثر من 19لغة من لغات العالم وأصبحت الرواية التي
لم يعترف أو يهتم بها النقاد ولا القراء ساعة نشرها في بلاده، أصبحت ضمن مقررات
مناهج التعليم الثانوي في سلوفانيا.
كتب الناشر على
الغلاف الاخير
يخطئ من يبحث في هذا
العمل عن "حقيقة تاريخية"، ويخطئ من يقرأه كبحث أو كدراسة تاريخية أو
عقائدية. فهذا العمل هو أولاً "رواية" أي أنه يحكي، كأي رواية أخرى، قصة
شخصيات وأمكنة وأزمان من حبر وورق تنحصر حقيقتها ضمن إطار النص المكتوب. وهو
ثانياً "رواية تاريخية" أي أن الروائي يتكئ على التاريخ لصناعة الحكاية.
وهذا لا يعني مطلقاً أنه يعيد سرد التاريخ كواقع وإنما ينشيء واقعاً سردياً جديداً
هو الرواية التي تقرأ.
قلعة آلموات وشخصيات
الحسن بن الصباح وعمر الخيام ونظام الملك وعملية تقويض سلطة سلاجقة الأتراك في
بلاد فارس عام 1092 وغيرها، كلها عناصر وجدت واقعياً في التاريخ لكنها ليست في هذه
الرواية أكثر من عناصر سردية في نص لا يكتسب واقعيته سوى من كونه الآن بين أيدينا.
انتهى فلاديمير
بارتول 1906-1967 من كتابة هذه الرواية عام 1938، أي في زمن تميز بصعود النظريات
الشمولية وبوجود شخصيات سياسية قيادية تتطلع إلى تغيير العالم. ولا شك أن لذلك
الظرف التاريخي الخاص دوراً في توجه الكاتب نحو شخصية "شيخ الجبل" الفذة
ليجعل منها محوراً لروايته، معتمداً في ذلك على كتابات المستشرقين وعلى ما تضمنته
تلك الكتابات من حمولة أسطورية أحاطت بداعية من كبار دهاة التاريخ السياسي الإسلامي
في إيران.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق