زليخة..معقول في البيره؟

يوم 2-6-2012، زرت عين زليخة وكان هذا التقرير:

يشن المستوطنون، هجمة على بعض معالم مدينة البيره، بهدوء ودون اثارة ضجيج، تمهيدا لتهويد تلك المعالم، واخراجها من الحيز الذهني للفلسطينيين.

ويستخدم المستوطنون، اسلوب المسارات السياحية، وترويج "ثقافة" المشي في ربوع الطبيعة بينهم، لتحقيق أكبر قدر من السيطرة على المواقع الطبيعية الفلسطينية.
وكشفت مصادر اسرائيلية، بان المستوطنين شكلوا فرقة من بينهم، مهمتها البحث عن عيون الماء الفلسطينية، ووضعها على الخرائط السياحية للمستوطنين.
وفي معظم الاحيان لا يحتاج المستوطنون، لما ستسفر عن نتائج بحث الفرقة التي شكلوها، فيعتمدون على ارث فلسطيني تراكم عبر قرون، في اكتشاف العيون، وترويض الطبيعة، فيضعونها على المسارات السياحية التي يعملون جاهدين على تطويرها وتوسيعها، كما هو الحال، فيما يتعلق بعين زليخة في البيره، التي تعتبر من اجمل العيون في هذه المدينة الفلسطينية، وايضا بعين اخرى هي (القصعة) التي اصبحت، بعد الهجمة الاستيطانية، معزولة عن نشاط المواطنين المحليين، بوقوعها على يسار الشارع الاستيطاني الالتفافي، شمال البيرة.
يصل المستوطنون، الى عين (القصعة)، للاستجمام، والسباحة، بعد ان اضافوا اليها حوض سباحة، في احدى مظاهر الفصل العنصري بشاعة، حيث يحرم المواطنون من الاستفادة من مياه العين، ويعتبر وجودهم فيها مخالفا لقوانين الاحتلال العسكرية، ومن هناك يتابع المستوطنون، بعد قطعهم الشارع الالتفافي، الى عين زليخة، التي تقع على الحافة الشمالية لجبل قرطيس، الى الشمال من مقام شيبان، وسميت كما يذكر الدكتور صالح عبد الجواد: "باسم امرأة اسمها زليخة تفانت في العناية بالأرض التي من حولها".
بسبب النشاط الاستيطاني، ولأسباب اخرى، تراجع الاهتمام المحلي بالعين، رغم موقعها المهم، الى درجة انها تكاد لا تكون معروفة حتى لأناس يسكنون او يعملون في جبل قرطيس، المهدد من قبل الاسرائيليين.
تنبع العين من الصخور، وتظللها شجرة توت معمرة، وتصب في حوض من الباطون، بناه كما يقول البعض، المستوطنون اليهود.
وبجانب الحوض الذي يشبه البركة، او الخزان المفتوح، مكر ماء يستقبل المياه التي تزيد عن حاجة الحوض، ومن هذا المكر تتدفق الى الوادي القريب.
في الطرقات الصعبة بين عيني (القصعة) و(زليخة) وضع المستوطنون اشارات على مسار سياحي، وكلما زاد عددهم ونشاطهم، تراجعت حركة المواطنين في المنطقة، فيما يسميه البعض قوة "الاستيطان الناعم"، والذي يعمل على تهويد الارض الفلسطينية، دون اهتمام سياسي واعلامي، رغم خطورته.
ويمكن مشاهدة الكثير من الحقول في المنطقة التي هجرها اصحابها، والتي تستدعي، كما يعتقد البعض، خطط مواجهة للاستيطان الناعم.
ويشعر خالد قرعان الناشط في مجموعة (متطوعو البيرة)، بالألم للحال الذي اصبحت عليه عين زليخة مثلا، ويقول بان مجموعته، تسعى لنشر الوعي بالأماكن التاريخية والاثرية في البيره ضمن برنامج بعنوان (معقول في البيره؟).
http://www.alhayat-j.com/newsite/details.php?opt=7&id=176108&cid=2623