بيتين.. بيت ايل.. بيت الرب

اهتم الآثاريون بقرية بيتين الصغيرة، المجاورة لمدينة البيرة، باعتبارها (بيت ايل) التوراتية، أي بيت الاله وأُجريت في القرية حفريات أثرية، كشفت عما أراد الآثاريون، والسكان، تأكيده من تاريخ القرية.
القرية مستهدفة بالاستيطان، يقع في غربها معسكر قديم للجيش البريطاني، ثم الأردني، والذي سيطر عليه جيش الاحتلال، وأصبح

قيادة الحكم العسكري الاحتلالي للضفة الغربية، وبجانبه بنيت مستوطنة بيت ايل، وشمال القرية، تقع مستوطنة على أراضي بيتين وعين يبرود، يُطلق عليها (عفرة)، وجنوب شرق القرية بُنيت بؤرة استيطانية، تم توسيعها وزيادة عدد الكرفانات فيها، ووضعوا فيها أعمدة انارة امتدادا للبؤرة الاستيطانية، القرية محاصرة بمستوطنات او شوارع التفافية.
وتتميز بيتين، بنظام مائي قديم، مازال يعمل حتى الآن، ومرتبط بخربة بيت ايل، او تل بيت ايل، كما يسميه الأهالي، الذي بنوا قريتهم الحديثة على انقاضه وحوله، وذلك عام 1840.
وكشفت الحفريات الاثرية، على ان الخربة، استوطنت في العصر البرونزي القديم، وخُربت في العصر البرونزي المتأخر، وبانها عُمرت في الفترة الفارسية، وحُصنت في العصر الهيليني، وشهدت ازدهارا في العصر الروماني، وفي العصر البيزنطي.
في هذه الخربة يوجد نبع ماء، غير ظاهر الآن، تتدفق المياه منه عبر قنوات، الى ما يعرف باسم بئر البلد، وتسير المياه، لتصب في ثلاث برك متوسطة، يُعتقد انها رومانية، عبر قنوات.
والبرك الآن فارغة، وكانت المياه فيها تستخدم للزراعة، وكثير من رجال القرية تعلموا السباحة فيها، وحسب رئيس المجلس القروي ذياب ياسين، فان البريطانيين، استخدموا هذه البرك في عشرينات وثلاثينات القرن العشرين، لسقي خيولهم، وكما ذكرنا، فان معسكرا للجيش البريطاني أقيم غرب القرية.
وبجانب البرك، أشجار تين مُعمرة غير معتنى بها، وكانت القرية تشتهر بالتين والعنب ويقال: «بيتين بلد العنب والتين»، وعن واقع الزراعة في القرية الآن يقول ياسين: «في الثلاثين-الاربعين عاما الماضية، لم يتم تجديد اشجار التين، والمشمش، والبرقوق، والدراق التي كانت جميعها موجودة في القرية، كان الفلاح يعيش من عمله في الزراعة، أما الان فلا مردود اقتصادياً للقطاع الزراعي».
المياه تواصل سيرها لتصب في بئر تجميع يُطلق عليها الاهالي عين البلد، والتي كان يسحب الاهالي المياه منها لاستخدامها، قبل مدّ شبكة المياه الحديثة في القرية عام 1963.
مساحة حرم العين نحو ستة دونمات، وتستخدم مياهها لسقي الاغنام، وللزراعة، او للبناء، حيث يتم نقل المياه، بواسطة صهاريج.
يقول ياسين: «في مواسم الشتاء الضعيفة، وعندما يأتي فصل الصيف، كان يتم تقنين الاستخدام، فيحدث تقسيم للحصص بين الناس، والآن وعندما تشح المياه في فصل الصيف التي تصلنا عبر شبكة المياه، حيث تصل مرة أو مرتين في الاسبوع، نلجأ لاستخدام مياه العين».
هذه العين مستهدفة الآن من قبل الاحتلال، يقول نزار خير الدين من مواطني بيتين، ويعمل في كراج الحافلات في رام الله: «أتى جيش الاحتلال اكثر من مرة، الى موقع العين، ولا نعرف ماذا يفعلون؟، نراهم يلتقطون الصور، ويتفحصون المنطقة، ونعتقد، انهم يسعون لتحويل او سحب المياه، ربما لصالح مستوطنة بيت ايل».
اما ياسين فيقول عن ذلك: «كما نعلم فان الاسرائيليين، يبحثون بشكل دائم عن موارد مائية جديدة، اضافة لما استولوا عليه، وفي العام الماضي أتت عناصر من جيش الاحتلال برفقة خبراء في المياه، الى عين البلد، نحو خمس مرات، ونزلوا في القنوات والسراديب، وفحصوها كما نعتقد، ودرسوها، ولاحظنا بعد هذه الزيارات، وبانه لأول مرة ربما في التاريخ، تاريخ هذه العين، عدم تدفق المياه فيها، بالقوة التي كانت تحدث في كل الاعوام، ولدينا شكوك، واعتقاد، بانه ربما اقدموا على حفر آبار، على نفس حوض المياه، كما حدث بالنسبة للآبار التي حفروها في منطقة عين سامية، لسحب المياه الى المستوطنات، وسمعنا انهم حفروا ابارا في وادي المصايات التابع للقرية، والذي يخضع لسيطرة مستوطنة بيت ايل».
ومن معالم (بيتين) المهمة، موقع يطلق عليه اسم البرج، وهي تلة تبعد نحو 800م، الى الشرق من تل بيت ايل، هذا الموقع الذي تتالت عليه الحضارات، ويكتسب اهمية لارتباطه باحدى قصص الكتاب المقدس، والتي تشير الى اقامة النبي يعقوب في الموقع، وهو ما جعل الزوار والسياح يقصدونه، خصوصا قبل حرب 1967، كما يقول ذياب ياسين، اما الآن فالسياحة اليه قليلة، وهو مستهدف من قبل المستوطنين، الذين يأتون الى الموقع لاضاءة الشموع. ويقع غرب القرية، وادي المصايات، وكما يدل اسمه يوجد فيه العديد من نزازات المياه، بالاضافة الى عين ماء اسمها عين المصايات كما يقول ذياب ياسين، ويسيطر مستوطنو بيت ايل عليه، والذين اقدموا على استصلاح قطع اراض فيه مؤخرا، وزراعتها بالعنب.
وحسب ياسين، فان هذه الاراضي صودرت قبل نحو عشر سنوات وسبب المصادرة هو التوسع، وقضم الاراضي، لاستخدامات مختلفة من بينها الزارعة، وقدر مساحة الاراضي المصادرة في هذه المنطقة بنحو 150 دونما.
اما نبع المصايات، حسب ياسين، فان سلطات الاحتلال سيطرت عليه بعد الاحتلال، واستخدم قبل ذلك من قبل الاهالي للشرب والزراعة وسقاية المواشي.
ويقول ياسين، ان هناك عيوناً اخرى تابعة للقرية، منها عين القصعة، التي لا يستطيع السكان الوصول اليها، لوقوعها على شارع التفافي استيطاني، وكذلك بئر حسين العودة، ونبع عين العليق، والذي يقع في اراضي مدينة البيره، ويستخدمه اهالي بيتين، والذي بنى المستوطنون، برك سباحة بالقرب منه.

http://www.alhayat-j.com/newsite/details.php?opt=3&id=173921&cid=2600