‏القانون يعيق تطوير سبسطية

يسعى مواطنون وناشطون من بلدة سبسطية، للضغط على مؤسسات السلطة الوطنية، لتتعاون معهم، لما يرونه مساهمة في نهضة البلدة الاثرية المهمة، التي تشكو مما اصبح مشاكل تقليدية تواجه السياحة الفلسطينية، في حين يرى مسؤولون رسميون بان القوانين المعمول بها لا تساعد في ذلك.
وقال رئيس بلدية سبسطية محمد عازم، خلال لقاء في مقر البلدية، خلال جولة نظمتها وزارة الاعلام للصحافيين: «سبسطية بئر نفط سياحي لفلسطين، ولكن هذه البئر لم تعد بالفائدة على فلسطين».
وكانت سلطات الاحتلال تسيطر بشكل مباشر على التل الاثري في سبسطية، حتى اندلاع انتفاضة الاقصى، وكانت تنظم الدخول الى واحد من اهم المواقع الاثرية في فلسطين، مقابل رسوم.
وسبسطية، موقع اثري لا يحتاج الى ترويج، فقد تكفلت البعثات الاثرية الاجنبية التي نقبت في البلدة، بوضعها على قائمة الاهتمامات، باعتبارها مدينة السامرة القديمة. ولكنها تحتاج، على الارجح لخطط، وعزيمة، وارادة، وعمل لا يكل.
ووجه عازم، عتبا على وزارة السياحة والاثار، مشيرا الى انه تم تنظيم مهرجانات في البلدة، لترويجها سياحيا، ولكن لم ينتج عنها الشيء الكثير، داعيا الوزارة لترويج البلدة محليا وعالميا.
وقال: «نشعر بالغبن، دمرت جرافات الاحتلال، خلال الانتفاضة شارع سبسطية-يعبد، ولم يتم اصلاحه حتى الان».
ووجه محمد الحواري، الذي تراس بلدية سبسطية مدة خمسة أعوام، نقدا لاذعا لوزارة السياحة والاثار، قائلا بانه تم تقديم اقتراحات تطويرية، تشمل السماح بإقامة محلات سياحية، ولكن الوزارة رفضت بحجة مخالفة ذلك للقانون.
وقال الحواري: «ابدينا استعدادا لان تأخذ الوزارة كل الضمانات الممكنة لتكون هذه المحلات مؤقتة، وقابلة لما زالة عند الضرورة، ولكننا لم نجد تعاونا، ان خلافنا مع القانون الذي يقيدنا ويقيد الوزارة».
وقال وكيل وزارة الإعلام د. محمود خليفة، انه من المهم سماع الراي الاخر، للوصول الى حلول للمشاكل التي تعاني منها سبسطية.
وتحدث ابراهيم الحافي، مدير عام الإدارة العامة للخدمات السياحية، مبديا استغرابه من تقليل اهمية الدور الذي لعبته وزارة السياحة في الحفاظ على الاثار في سبسطية، وقال بان الوزارة صرفت 30 الف دولار من ميزانيتها على مهرجان سبسطية للسياحة والاثار، الذي كان تنظيمه امرا مهما، حتى ان البعض وصف الحافي، كما قال بـ «الفاتح، أي مثل عمرو بن العاص، لأهمية المهرجان وتنظيمه في ظل ظروف صعبة».
وابدى الحافي اسفه، لعدم تقدير ما قدمه وقدمته الوزارة لسبسطية قائلا: «سبسطية موقع اثري مهم في فلسطين، ولكنها ليست فلسطين، ونحن نعمل من اجل النهوض السياحي في كل المواقع، والوزارة ليست جهة تشريعية، ولكنها تعمل وفق القانون».
وقال ضرغام الفارس، مدير اثار محافظة نابلس: «نحن محكومون بالقانون، لقد عانينا في سبسطية من الاهمال وسرقة الاثار، ويوجد قانون مقترح للأثار، ولكن لم يقر ولا يعمل به في المحاكم، ولا بد من وجود قانون اثار عصري».
وتواجه سبسطية، مخططات احتلالية، حيث تقتحم الاليات العسكرية الاحتلالية البلدة، وتدمر بعض الشواهد الرمزية التي وضعتها جهات فلسطينية، وقال احمد الكايد، المهتم بأثار سبسطية، وهو يشير الى شاهد حجري بالقرب من الفورم الروماني: «كتبنا على هذا الشاهد بالعربية ما يشير الى اثار سبسطية، ولكن الاسرائيليين لم يرق لهم ذلك، فأزالوا الكتابة».
وقادنا الكايد، الى شواخص ارشادية كانت تشير الى الموقع الاثري في سبسطية، اقدم مستوطنون على تخريبها، ووضع كتابات عبرية بدلا منها.
http://www.alhayat-j.com/newsite/details.php?opt=3&id=173163&cid=2593