أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأحد، 15 سبتمبر 2024

رهان العيسة الخطير/ أحمد المديني


 


مع "سماء القدس السابعة" ننتقل إلى مجال أوسع وخطّ سردي أفقي طويل وإلى حكي أقلّ ما يوصف به طابعُه الموسوعيّ الشموليّ، القدس محورُه، منبعه ومصبّه، ومضمارُ الصراع فيه والعيش وفي مساحاته الجغرافية تحتاج إلى خرائط بيانية ومعلومات وشروح مصاحبة كي تُرى بالوضوح الكافي ويشاهِد يعرف قارئ الألفية الثالثة فلسطينيًّا وعربيًّا المجال الهائل الذي اختاره أسامة العيسة لنا بعد وعلى غرار روايته السابقة:" مجانين بيت لحم" (نوفل 2014). من تتبع تاريخ بيت لحم ومخيّمها ومشفاها عبر حقبة طويلة بمقاطع طولية وتفاصيل عرضية، ينتقل إلى القدس، وهذه مدينةُ العراقة محفلُ الأديان وقِبلةُ الفقهاء والرهبان والمؤمنين، حيث المسجد الأقصى أولى القِبلتين وثالث الحرمين وإليه تمّ الإسراء من النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج، وحيث كنيسة القيامة. فلو أضفت إلى هذه الحمولة الدينية المقدسة السجلَّ السياسيّ لهذه الحاضرة بالقوى التي تناوبت على حكمها، والثقافات الناشئة والتقاليد السارية فيها عبر قرون والأعراق والديانات التي عاشت فيها بين التعايش والاحتراب، ستجد نفسك أمام تاريخ ملحمي يبلغ أوجَه في أوائل القرن الماضي امتدادًا إلى النكبة مع استيلاء الاحتلال الإسرائيلي على القسم الغربي من المدينة، ثم بعد هزيمة 1967 تدخل في طور جديد يعاني فيه الفلسطينيون الباقون فيها الأمرّين، وما زالوا بالرغم صامدين.

وإنّه لرهان خطير ارتاده العيسة للإحاطة بهذا التاريخ بجميع مكوناته والأطراف المشتركة، ما احتاج منه إلى قرابة سبعمائة صفحة من القطع المتوسط، مجزأةٍ إلى ثلاثة أسفار بعناوين مميزة: "سفر للحياة"؛ "سفر للحزن والحياة"؛ "سفر للبقاء والحزن والحياة"، أغلبها يسرده هنا أيضًا طفل يرافق أباه منذ البداية في تنقلاته داخل القدس وهو سائق عربة يروي له مثل مرشد سياحي قصةَ كل ما تقع عليه عيناه وهم في غدو ورواح أو بأي مناسبة تتاح؛ أماكنُ ومعالمُ وآثارٌ، تشهد على عراقة المدينة وسكانها الأصليين وما تعرضت له من تعدّيات سلبت بيوتهم وحقوقهم والتنكيل بهم وهم يقاومون، مرورًا بجميع المراحل المعلومة للنكبة ونتائجها الكارثية، اقتضابًا نقول من أعماق التاريخ إلى اتفاقيات أوسلو. لا بدّ للقارئ أن يتساءل كيف يمكن احتواء هذا الزمن بأكمله في رواية، وأي صبر يحتاج لتتبع مئات التفاصيل جميعُها معلوماتٌ بحثيةٌ دقيقةٌ من ميادين التاريخ والجغرافيا والتقاليد والأنساب والأنثروبولوجيا والثقافة واللاهوت وكل شاردة وواردة لرسم اللوحة البانورامية للقدس، مدينةً حيّةً ورمزًا لمجموع فلسطين المحتلة، يمثل اقتفاءُ أثر تاريخها الكلّي مسعى لاسترجاع هويةٍ ضائعة ومكانٍ محتل وللحفاظ على ذاكرة وطنية بأداة التذكّر، أي السرد الروائي، الغالب عليه في هذا العمل المظهرُ التوثيقي، فهي رواية وثائقية أكثر منها تخييلية، وإن توفرت لها ذخيرتها من هذا الجانب بشخصيات طريفة جدًا، السّبع أبرزها، والأب السائق المقاوم، وخصوصًا الطفل الإبن، إذ يعبُر أزمنةً متقلبّةً برفقة صديقته لور ومعهما يتوالى شريط القضية الفلسطينية إلى مشارف القرن الجديد.

لنقل ختامًا، إنّ روايتيْ ليالي بدر وأسامة العيسة تبرهنان على حيوية الذاكرة المقاوِمة عبْرَ سيرةِ الذات، وملحميةِ تاريخٍ موضوعي وإنساني موثّق، وهذا بمقتضى روائيةٍ ناضجةٍ وهو المطلوب.

https://www.annaharar.com/culture/books-authors/209890/%D9%84%D9%8A%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D8%A8%D8%AF%D8%B1-%D9%88%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%8A%D8%B3%D9%89-%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D8%B9%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A7

#أحمد_المديني

#النهار_العربي_والدولي

#سماء_القدس_السابعة

#منشورات_المتوسط

#أسامة_العيسة

السبت، 14 سبتمبر 2024

ماذا يعني أن تنتصر فلسطين على صفحات رواية؟/ د. ميا الحبسية


 


روايتان من فلسطين تصلان إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية: سماء القدس السابعة لأسامة العيسة وقناع بلون السماء لباسم خندقجي.

حياة كلا الكاتبين رواية بحد ذاتها. وهما يقدمان الآن للمتلقي العربي وثائق فيها الخيال والواقع ومرارات كليهما في زمانيين مختلفين من عمر هذه السيرة الحية التي نتابع تواليها حيا على الهواء في الأحداث الجارية الآن.

إذن سماءان تصطفان تحملان اسم القدس من علو علها تشاهد أكثر وتكون أكثر وضوحا لقاطني الأرض. قد تكون فداحة التطورات الأخيرة في حرب غزة ومقاومتها الاحتلال الإسرائيلي (تكاد تكون فيه وحيدة إلا..) حاليا أحد المحركات التي دفعت بالروايتين لتصل إلى جملة العناوين المرشحة للجائزة فالسياق السياسي والصراع الثقافي الحضاري ليس غائبا تماما عن كل الأحداث الثقافية. لكن تجاوزا للأسباب الأخرى فإن لكلا الكاتبين حضورا أدبيا مميزا سابقا لهذا الترشيح.

تفاصيل:

https://www.omandaily.om/%D8%A3%D9%81%D9%83%D8%A7%D8%B1-%D9%88%D8%A2%D8%B1%D8%A7%D8%A1/na/%D8%A3%D8%AF%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%88%D9%85%D8%A9-%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%8A%D8%B9%D9%86%D9%8A-%D8%A3%D9%86-%D8%AA%D9%86%D8%AA%D8%B5%D8%B1-%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B5%D9%81%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A9

#ميا_الحبسية

#قناع_بلون_السماء

#باسم_خندقجي

#سماء_القدس_السابعة

#منشورات_المتوسط

#أسامة_العيسة

الجمعة، 13 سبتمبر 2024

في خان برلين!


 


"أسامة العيسة يكتب تاريخ القُدْس الآخر، تاريخ العاديِّيْن المهزومين. يكتبُ سِفْراً عن مدينة الأسفار، والأقدار والنصوص".

رواية سماء القدس في مكتبة خان الجنوب، في برلين، ومنها إلى كل مدن أوروبا.

العنوان:

https://khanaljanub.com/matgar/kutub/riwaya/%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%8A%D8%A9/samaalqods/

#سماء_القدس_السابعة

#منشورات_المتوسط

#خان_الجنوب

#برلين

#أسامة_العيسة

الخميس، 12 سبتمبر 2024

قرية صوبا


 

حولية التين!












 


صورة في قرية صوبا المهجرة (12/9/2023م). التقطها إبراهيم سليمان أو نزار العيسة، خلال جولة في التلال الغربية للقدس.

موسم التين بالنسبة لي يصل إلى أربعة شهور، وقد يمتد. يتناثر في لفتا، وزكريا، وبيت نتيف، وجراش، وخلايل اللوز، والخضر. أعلم التينات التي تخبيء ثمرها، لمحبيها، وتلك الضنينة.  إذا صدقنا حبر الأمة، فإن التين من ثمار الجنة، والسبب، بالنسبة له بسيط، أنها بدون عجم، وأيضًا، بدون قشرة.

قد يكون الأمر التبس على جاسوسي النبي موسى، واعتقدا أن سائل التين العسلي، هو العسل. أحدهما هو كالب، الذي يمكن أن يكون لدى مؤمنين من تفرعات الديانة الإبراهيميَّة الثلاثة، نبيًا وقديسًا ورسولًا.

أقسم تعالى وجل، بتين فلسطين وزيتونها. في كتب الفضائل فإن التين هي دمشق، أمَّا كعب الأحبار، المحيِّر، متحمل وزر الإسرائيليات في تراثنا، فالتين مسجد دمشق، والزيتون بيت المقدس. التفسيرات كثيرة موجودة كلها لدى الرفيق الطبري، لكن القدس، حاضرة فيها.

أقام المستوطنون، تجمعات استيطانية كبرى، جنوب القدس، ذكرى لقطف العنب الذي حمله كالب ورفيقه، وحسموا اسم عين أبو كليبة، وجعلوها، تكريمًا له، عين كالب! يا له من تكريم، على أرض مسروقة!

#صوبا

#أسامة_العيسة

الأربعاء، 11 سبتمبر 2024

امرأة من أساطير الشَّرْق!

 


"انشغلت في المكتب، عكفت على كتابة رؤية جديدة، لقصَّة اثمار التوراتية. كيف يمكن للتفسيرات أن تتناقض في تصنيف اثمار، لدى الكثيرين، دلائل منطقية ودينيَّة أنَّها قديسة، ولدى آخرين، دلائل دينيَّة ومنطقية أنَّها ليست سوى زانية، وأنَّ وجود قصتها في العهد القديم، يرقى إلى مؤامرة لتشويه نسل المسيح.

ما يعنيني، تقديم قصَّة امرأة من أساطير الشَّرْق".

29/6/2020م

#الإنجيل_المنحول_لزانية_المعبد

#المؤسسة_العربية_للدراسات_والنشر

#منع_في_عمَّان

#أسامة_العيسة


الثلاثاء، 10 سبتمبر 2024

حولية توقيع!

















بعد عام، من توقيع سماء القدس السابعة، في جناح المتوسط، في معرض الكتاب، أفتقد اثنين، مازن سعادة، الذي ذهب في رحلة طويلة. أخبرني بتفرغه للكتابة، وأهداني روايته، عرفته طاهيًا وفنانًا وبوهيميًا، في مطعمه في المخرور، قبل وجود ثلاث بؤر استيطانية فيه الآن. استذكر نشاطه السياسي في عمَّان، وسجنه.

الثاني، العزيز محمد عليان، الذي غاب غيبة، ستنتهي قريبًا. قبل نحو شهر وصلتني سلامات منه، من زنزانته. آمل أن ألقاه قريبًا، بعد خروجه للحرية النسبية. محمد، من القلائل، عندما يتأكد المرء من وجودهم على هذه البسيطة، يطمئن، أنَّها ما زالت بخير نسبي.

استشرفت ريحًا مقبلة. هذه هي الأمور في الأرض المقدَّسة، أي هدأة، تسبق عاصفة!

#محمد_عليان

#سماء_القدس_السابعة

#منشورات_المتوسط

#أسامة_العيسة

 

الاثنين، 9 سبتمبر 2024

حوار مصطفى عبيد


 

* يختلف المبدعون في غايات الابداع.. يرى البعض أنه جمال في حد ذاته لا يمكن توظيفه أو توجيهه لتأكيد مبادئ أخلاقية ورؤى سياسية، ويرى آخرون أن الفن عموما أداة ووسيلة يصلح بل ينبغي استخدامها في مواجهة قسوة العالم وتأكيد الحقوق..

ما هي تصوراتك كمبدع كونك فلسطينيا وعروبيا تناضل من أجل قضية عدل؟؟

-أعتقد أن الكاتب، يطوِّر، إن جاز التعبير، الإجابة على السؤال الأبدي: لماذا أكتب؟ في البدايات المبكرة جدًا، كتبت ما سميته شعرًا وزجلًا، من أجل الوطن، وفي مرحلة لاحقة كتبت من أجل العمَّال والفلَّاحين، واكتشفت أنَّهم لا يقرأونني. مع الوقت أصبحت الكتابة بالنسبة لي مشروع حياة، أدركت أنَّني نجوت لأكتب عن ناسي. ليست لدي دعاوى كبيرة، بشأن دور الأدب في التغيير. أكتب لمن يريد أن يعرف أو يقرأ، ويسعى للمعرفة، أو الاستمتاع، إذا رأى ما يستحق أن يُقرأ فيما أكتبه.

بالنسبة لي لا حياة لي خارج الكتابة، وحول ذلك، تواريخ مهزومين، وحكايات من انتصروا لأنفسهم، وحقوقهم، وحيواتهم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تمثل مهنة الصحافة مسار منافسة للأدب، فتختطفه بواقعيتها من عوالمه الخيالية، ويشكو كثير من الكتاب الروائيين من ذوي الخلفيات الصحافية من صعوبة التفرغ للأدب بسبب طغيان هموم أكل العيش والعمل..

كيف نجوت كمبدع من الانغماس في العمل الصحفي؟ وكيف ميزت لغتك الروائية عن اللغة الصحافية؟ وإلى أي مدى استفدت كأديب من العمل بالصحافة؟؟

--حرصت مبكرًا، على تمييز قلمي الصحفي، بميل للأدب. في ذهني تحذيرات قرأتها مبكرًا لغسان كنفاني، تتعلق بعلاقة الصحافة بالأدب. تعاملت مع الصحافة ببراغماتية- إن جاز التعبير. استفدت من روتين الكتابة الصحفية اليومية، وأساليبها الاستقصائية والتحقيقية، وأدخلت للصحافة الفلسطينية، موضوعات، لم تحظ باهتمام سابقًا، تتعلق بالمكان الفلسطيني وأزمنته وأساطيره. جيّرت الكتابة الصحفية لخدمة مشروعي الأدبي.

بمثل ما أفدت الصحافة بخلفيتي الأدبية، فإنَّ بصمات صحفية مهمة لاحظها القراء على مشروعي الأدبي. يمكن الاستفادة، أدبيًا، من الفنون الصحفية، كالاستفادة من الفن السينمائي مثلًا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لك مجموعة قصصية بعنوان " مازلنا نحن الفقراء أقدر الناس على العشق" .. هل مازلت تؤمن بذلك؟ ولم؟

-هذه مجموعة كتبتها مبكرًا جدًا. تعود لمرحلة فكرية معينة من مسيتري، لم تطل، وإنما كانت مؤثرة، وأقصد الفكر اليساري.

وسعت، اهتماماتي، لتشمل، بالاضافة للفقراء، فئات أخرى مهمشة. حتى الآن أنا كاتب منحاز طبقيُا، ومن أنحاز لهم، هم فعلًا، أقدر النَّاس على العشق، حتى يخيَّل لي أنهم خلقوا له. وغيرهم يعيشون على ثُمالته.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تستخدم أسماء مدن عربية وفلسطينية في عناوين أعمالك " مجانين بيت لحم"، "سماء القدس السابعة"، "وردة أريحا".. ما السر في ذلك؟ هل هو تأكيد هوية أم ارتباط روحي بالأماكن؟ وماذا تشكل الأماكن في مخيلة الروائي؟

-مشروعي الأدبي، يكاد ينحصر في كنه المكان والزمان الفلسطينيين. أزعم أنهما ميدنان غير مكتشفين. قد يكون الارتباط الروحي، تعبير ساذج عن علاقتي بالمكان. هي رحلة بحث عن هُويَّة، في مواجهة الطمس، والتزوير، وسحق المكان ماديًا. يمكن، مثلًا، أن تزور موقعا اليوم، وفي الأسبوع المقبل قد لا تجده. دمرته البلدوزرات الاحتلالية. أين ذهبت الأنفاس، والأفكار، والرؤى، وحكايات العشق والكره؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حصلت على عدة جوائز قيمة منها جائزة الشيخ زايد للكتاب، وجائزة القائمة القصيرة للبوكر العربية هذا العام، وجائزة فلسطين، وغيرها.. والسؤال الآن: إلى أي مدى تُشكل الجوائز إضافة في مسيرة كل مبدع؟ وهل استهداف الجوائز بعينها يمكن أن يقولب الابداع الأدبي ويوجهه؟؟

-نحن في عصر الجوائز، لا أعرف إذا كان ذلك مؤسفًا، أو غير مؤسف؟ الجوائز تسلَّط الضوء على العمل الفائز، وتنبه لوجود كاتب له أيضًا أعمال أخرى، قد تستحق الاحتفاء، أو الالتفات، ساعدتني الجوائز، في ترجمة أعمالي للغات أخرى، لكنني لست كاتب جوائز. أحب أن يعرفني القارىء من خلال ما أكتبه فقط.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

تعرضت لمحنة الاعتقال في سبيل القضية الفلسطينية، وذقت مرارة الظلم والقسوة..كيف استفدت ابداعيا من هذه التجربة؟ وكيف حولتها إلى إضافة في طريق المقاومة بالفن؟

-جربت الاعتقال مبكرًا، وكنت أعرِّف نفسي ككاتب، أعرف أنني سأكتب عن تجربة السجن. ولكن عن أيَّة تجربة أكتب؟ انتظرت سنوات طويلة، حتى كتبت رواية المسكوبية، عن تجربة الاعتقال في معتقل المسكوبية الرهيب في القدس، مقدما الأسير الفلسطيني، في حالاته الانسانية، صموده وانكساراته، وهذا لم يكن ممكنًا، في مرحلة سابقة.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

وصف البعض رواية سماء القدس السابعة بأنها موسوعة سردية لمدينة القدس.. كيف كانت رحلتك في البحث والاشتغال على القدس تاريخيا وإبداعيا ووجدانيا؟

-يمكن لأي قارىء أن يرى في أية رواية، ما يرغب. رواية سماء القدس السابعة، ليست سِفري الأول أو الأخير عن القدس، لكنها السِفر الأكبر. قدمت في الرواية مقترحات سردية، وتقنية، وجمالية.

أظل مترددًا حول مدى نجاحي، في هذه المغامرة. الرواية تكتسب استقلالًا عن كاتبها، ولكلِّ رواية قدر وحظّ. أنا سعيد بجميع الآراء حول ما أكتبه.

ــــــــــــــــــــــــــ

"المنتصر لا يخفي جريمته، والمهزوم لا يكتب قصته، وحدها الرخامة تحكي جزءاً من القصة في هذه المدينة التي لا تعيش إلاَ بالقصص".

إلى أي مدى تشكل القصص خطا مناضلا في القضية الفلسطينية؟؟ ومن تتابع من المبدعين الفلسطينيين؟ من يعجبك أكثر؟

-أنا متأثر بالروائي إميل حبيبي، قدَّم فلسطينًا تشبهني، إضافة إلى عمله الجمالي والفني. أعتقد أنَّه بصمة متفردة في الأدب العربي الحديث. استفاد من ممكنات السرد العربي الثرية والمتعددة، المهملة من كُتّابنا، وقدَّم الفلسطيني، بدون تجميلات رومانسية. من الأصوات الجديدة، أعتقد أن عباد يحيى، يُستحق أن يُتابع.

الفلسطيني حافظ على وجوده بالقصص، والحكايات، والأساطير.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كيف ترسم سمات شخصياتك؟ وكيف تحافظ على إنفعالاتها عبر الأحداث؟ وكيف ترسم تلك السمات الدهشة؟

-هذا سؤال كبير، قد يكون من المبكر الحديث عنه، وربما من اختصاص النقاد أكثر. الشخوص تستقل عن الكاتب، وتقرر مصائرها بأنفسها. لا أحاول التدخل، خشية من قارىء قد يكتشف الأمر ويخرج لسانه لي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

موضوع المحاكاة الحرفية للواقع أمر عفى عليه الزمن. ما هو رأيك في الروايات التاريخية وهل يجب تعمد مخالفة الحقيقة؟

-أؤمن بوجود عقد، غير مكتوب بين القارىء والكاتب، قبل الخوض في العمل الأدبي، أننا بإزاء، عمل افتراضي. أنا لا أكتب رواية تاريخية، ولكن حتى الروايات التي تصنف تاريخية، فإن لها منطقها الخاص، كروايات جرجي زيدان. ماذا قال لنا الإخباريون عن العباسة أخت الرشيد؟ لا شك أنَّه قليل. زيدان صنع رؤيته هو. قد يعتمد كاتب الرواية التاريخية، على ما يعينه على خلق عظم لرواياته، ولكنَّه يحتاج لكسوها باللحم، وهذا هو التخييل، وانحيازات الكاتب. لو أخذنا مثالًا، عن كاتبين أرادا كتابة عملين عن ثورة الزنج في العصر العباسي. سنجد أحدهما ينحاز للثائرين، والآخر يريد التأكيد على عظمة العباسيين، وقوة مفهوم الخلافة، وتحريم الخروج على الحاكم، ولا يرى في الثورة، إلا تمردًا. 

ما هي أحب أعمالك إلى قلبك؟ ولم؟ وما هو العمل الذي تفكر فيه كثيرا ولم تكتبه؟

-لا وجود لأعمال محببة أكثر لقلبي، ولكن اعمالا، ربما ظلمت اعلاميًا، وقراءة، كرواية جسر على نهر الأردن، والإنجيل المنحول لزانية المعبد.

متى يشعر الكاتب بالتحقق؟  وإلى متى يظل الكاتب يكتب؟ هل هناك سن معين للإعتزال؟

-الأمر قد يختلف من كاتب إلى آخر، التقيت في أبو ظبي مؤخرًا، بكاتب حصل على البوكر، قبل سنوات، ويشعر بالتحقق بكتابة رواية واحدة. بالنسبة لي، لا أشعر أنني قلت الكلمة الأولى في وجه هذا العالم.

الأحد، 8 سبتمبر 2024

الذهب بالذهب!


 


بحث تاماركين، وهو دكتور في الكيمياء تحوَّل إلى مرشد سياحي ومؤرخ، في سبب الانطباع الذي يتركه مسجد قبة الصخرة، من انطباعات روحية، والشعور بالجلال والروعة والقداسة.

زعم تاماركين، في محاضرة، ألقاها في مؤتمر عقد في القدس، في الشهر الماضي، أنَّ النسبة بين عرض المبنى وارتفاعه تتوافق مع النسبة الذهبيَّة، وهي معادلة رياضية يرمز لها بالحرف اليوناني فاي (Φ).

عاين، تاماركين، القبة، مرات عديدة، واستعان بالحاسوب، لتحليل الصورة العديد، التي التقطها للقبة، من اتجاهات ومسافات مختلفة.

النسبة الذهبيَّة، هي نسبة رياضية ممثلة بالرقم 1.618. اكتشفت ووصفت لأوَّل مرَّة من قبل أحد طلاب فيثاغورس منذ حوالي 2300 سنة. تبين أن النسبة الذهبيَّة تظهر في العديد من الأجسام في الطبيعة، بدءاً من أبعاد الجزيئات الكيميائية، مروراً ببنية الزهور، وأبعاد جسم الإنسان، ووصولاً إلى شكل المجرات في الفضاء.

يقول تامركين إنَّه اكتشف أنه ليس فقط المخطط العام لهيكل قبة الصخرة هو الذي يتوافق مع النسبة الذهبيَّة، ولكن العديد من الأبعاد الأخرى، مثل النسبة بين الارتفاع الكامل لجدار القبة المثمن وارتفاع عضادات الباب. ووفقا له، من الممكن من خلال المنظر العلوي أن ندرك أن أبعاد سقف المبنى تتوافق مع النسبة الذهبيَّة، ولدهشته الكبيرة، حوفظ على النسبة الذهبيَّة أيضًا داخل المبنى، سواء في تخطيط الأرض، أو في النسبة بين القطر الداخلي للقبة وارتفاعها.

مسجد قبة الصخرة، هو أوَّل المباني الأموية الكبرى، في القرن السابع الميلادي. قد يكون النموذج المعتمد لبناء مسجد قبة الصخرة، كنيسة الاستراحة (كاثيسما) المثمنة البيزنطية، المكتشفة على طريق بيت لحم-القدس. تحدَّثت عن ذلك في مناسبة سابقة. لكنَّ عالمة الآثار رينا أفنير، التي قادت أعمال التنقيب في الكنيسة، وواصلت البحث، لم تشر إلى  وجود النسبة الذهبيَّة في كنيسة كاثيسما.

لم يحتار المؤرخون المسلمون، كالمسعودي واليعقوبي، فقط في سبب بناء عبد الملك لمسجد قبة الصخرة، ولكن ذلك شمل مثقفين، كالدميري، صاحب حياة الحيوان الكبرى.

قد لا يناسب طلاء القبة بثمانين كلغم ذهب، ذاتية المسجد، كمكان للتعبد. ما زال مسجد القبة يحمل أسرارًا!

#قبة_الصخرة

#أسامة_العيسة

السبت، 7 سبتمبر 2024

نقوشنا!


 


هذا المجلد رغيف ساخن، خرج من تنور المطبعة إلى مساء الجبل الفلسطيني الرطب. يواصل فيه الدكتور خضر سلامة، مشروعه التوثيقي والتاريخي. شاركته فرحة الصدور.

هذا كتابه الثاني عن فترة عمله في المتحف الإسلامي في المسجد الأقصى. الأول نشرته اليونسكو، بحلةٍ قشيبة (ماذا تعني قشيبة؟) باللغتين العربية والإنجليزية، وكان عن المخطوطات القرآنية قي المتحف الإسلامي.

يختلف هذا المجلد، عن الكتب القليلة التي صدرت عن النقوش، والتي اجترت ما نشره فان برشم، قبل أكثر من قرن، في طبيعة صاحبه، وأذكر اكتشافاته، لنقوش جديدة في المسجد الأقصى.

يوثق سلامة، النقوش الأموية في قبة الصخرة، الَّتي ما زالت تثير النقاش بين الباحثين، عن تلك الفترة، وعن تأسيس الديانة الإسلامية. يمكن للنقوش القديمة أن تظل قادرة على إثارة دهشتنا وفضولنا، وأشياء أخرى كثيرة.

شكرًا مستحقة لخضر سلامة (الذي يتحسَّس من لقب دكتور، ولا يفضله)!

#خضر_سلامة

#أسامة_العيسة

الجمعة، 6 سبتمبر 2024

مجنون البرك/ يارا رمضان


"ذكرها الكاتب أسامة العيسة، ابن مخيّم الدهيشة، في روايته "مجانين بيت لحم"، إذ يروي قصة "المجنون" الذي أنهى حياته في البرك، تاركاً نظارته، والراديو، وعلبة السجائر على إحدى حوافها. وأشار الكاتب إلى أنّ من ابتكر فكرة البرك وبناها كان "مجنوناً" بطريقة ما أيضاً، والذي قد يكون بحسب أسامة، الروماني هادريان".

تفاصيل:

https://metras.co/%d8%a8%d8%b1%d9%83-%d8%b3%d9%84%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-%d9%87%d9%84-%d8%ac%d9%81%d8%aa-%d8%b3%d8%a7%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d8%b3%d8%9f/

#يارا_رمضان

#مجانين_بيت_لحم

#متراس

#أسامة_العيسة

 

الخميس، 5 سبتمبر 2024

اختفاء الأمكنة!






 


في فلسطين، وربَّما في غيرها، يمكن أن تذهب إلى مكان تعرفه، ولا تجده. هذه مجموعة صور لقبور رومانيَّة، يقدَّر عمرها بألفي عام، زرتها مرارًا ووثقتها، بما في ذلك رمز لاتيني.

أسنان بلدوزرات الاحتلال، التي وسعت شارع الستين الإستيطاني، أزالتها. حديد البلدوزر لا يحسّ!

كانت هذه القبور، الَّتي قد تكون مجموعة من القبور العائليَّة، تقع في أراضي بلدة الخضر، على ضفة المخرور. جنوب القدس.

#القدس

#ابلدة_الخضر

#المخرور

#أسامة_العيسة

الأربعاء، 4 سبتمبر 2024

مواجهة مع الآخر/ حسام الخولي


 


"بعد الانتهاء من ترشيحات القائمة القصيرة للبوكر، يترك هذا الحدث نجومًا جددًا فى عالم الرواية، يتسابق القرّاء للتعرف وقراءة تلك الروايات على مدار العام، لا يهمنا فى هذا المقال سوى روايتين: رواية قناع بلون السماء»، ورواية «سماء القدس السابعة»، ليس لأنهما فى مجاز سماوى من اسميهما، أو لأن كلتيهما تعبّران عن فلسطين التى تُباد منذ شهور أمام العالم، فقط، بل لأن سردية وخطاب كلٍ منهما يكاد يقف فى مواجهة مع الآخر فى النهاية".

"يبدو شعورى عاجزا ومعجّزا وعجوزا، جديدا تمامًا، فالأدب الذى تبدو نقطة قوته الأصيلة فى اعتباره مجازًا، يتخطّى الواقع والخيال الضيق، ويرسم أفقا أكثر رحابة، فقد بريقه، أثناء قراءة كلتا الروايتين، الأجرأ «سماء القدس السابعة»، فى قلب المأساة الحالية، والرواية الأخرى «قناع بلون السماء» التى فازت بالفعل بجائزة البوكر الأخيرة، للروائى الأسير باسم خندقجى".

"بينما تصبح الرواية الفائزة لخندقجى صرخة تضع القدس نصبًا تذكاريًا للمعذبين، نمشى مع نور البطل المولود فى مخيم، الذى يجد فجأة، بطاقة هوية لشاب يهودي، ويتجوّل من خلال نظرته، ينضم إلى معسكر تنقيب، تصبح فى ثنايا الرواية: سردية المحتل هشة، وحمقاء، ودون قاعدة متسقة. وبدا هذا الخطاب نوعًا ما معتادًا بسرديات قرأت عنها قبل ذلك، بينما طرحت عليّ اللحظة الحالية تعمّقًا أكثر مع الرواية الأخرى «سماء القدس السابعة» الأكثر جدلًا، فى لحظة المأسآة التى يعيشها جيلى كله، فى الشرق والغرب، وربما باتت فعلًا، بداية النهاية". 

تفاصيل:

https://akhbarelyom.com/news/newdetails/4437498/1/%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D9%82%D9%86%D8%A7%D8%B9-%D8%A8%D9%84%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D8%B9%D8%A9

#حسام_الخولي

#باسم_خندقجي

#قناع_بلون_السماء

#سماء_القدس_السابعة

#أخبار_الأدب

#أسامة_العيسة

الثلاثاء، 3 سبتمبر 2024

حولية!












 


حل على هذه الصورة الحول. (3/9/2023م) خلال جولة في قريتي زكريا، وجارتنا قرية عجّور، الَّتي أَملَ الشهيد نزار بنات، أن يصبح رئيس بلديتها.

العودة حق، شعار يناسب الشعراء، والنوستلجيين، والآملين.

العودة، كالحرية، والكرامة، وجهد المعرفة، قرار!

الصورة بعدسة نزار العيسة.

#قرية_زكريا

#قرية_عجُّور

#عماد_أبو_جودة

#نزار_العيسة

#أسامة_العيسة