تقدم
الدكتور خالد عودة الله، المشاركين في مجموعة تجوال سفر، صعودا إلى تل أبو هريرة
في النقب، ليختبر معهم تجربته في اقتفاء أثار الحرب العالمية الأولى في فلسطين،
خصوصا المعارك التي جرت في ديار النقب، والتي مهدت للاحتلال البريطاني للقدس.
خلال
سنوات طويلة جاس عودة الله، في أماكن المعارك، وبعد نحو قرن على حدوثها، وجد كثير
من اللقى العسكرية، كطلقات الرصاص، والتي تمكن من تحديد هوية صنعها، ومن استخدمها.
حول
التل، تمتد مساحات خضراء، تؤكد على ما يقوله عودة الله، بأن صحراء النقب، هي في
الواقع ليست صحراء تقليدية، وإنما هي أرض نابضة بالتنوع النباتي والحياة، بالإضافة
إلى أهميتها التاريخية والعسكرية، منتقدا ما وصفه الجغرافيا المنسية، والوعي
التاريخي المغيب.
انطلق
عودة الله، مع مجموعته من القدس، شارحا طبيعة المعارك التي وقعت بين البريطانيين
والجيشين العثماني والألماني، في باب الواد، والنبي صموئيل، وسريس، وغيرها، وصولا إلى
بئر السبع، حيث يعتقد أن معركة: "بئر السبع مصيرية في الحرب العالمية الأولى".
يقول
عودة الله: "بعد محاولتين فاشلتين في كسر الخط الدفاعي العثماني غزة - بئر السبع
عن فلسطين في معركتي غزة الأولى والثانية آذار
ونيسان 1917، باغت البريطانيون الجيش العثماني في معركة بئر السبع 31-10-1917، ونجحوا في كسر الخط الدفاعي الحصين
وفتح الطريق لاحتلال القدس، وعلى وقع سير العمليات العسكرية في المعركة، أصدرت وزارة
الحرب البريطانية في 2 -11- 1917 وعد بلفور للصهاينة، وبهذا يمكننا القول بأن معركة
بئر السبع، حددت مصير فلسطين بوقوعها تحت الاستعمار الأنجلو صهيوني المستمر إلى يومنا
هذا".
بدأت
جولة المجموعة في تل السبع، وهو موقع أثري مهم في تاريخ فلسطين، وكان أيضا مهما في
سير العمليات العسكرية، كما هو الحال من معارك الخط الدفاعي العثماني في تل الشريعة
وتل أبي هريرة وتل خويلف.
حولت
دولة الاحتلال تل السبع، إلى حديقة أثرية، وعسكرية، تقدم رواية منحازة للتاريخ
والآثار، وتربطه بمواقع أثرية أخرى في فلسطين.
يعتقد
عودة الله، أن معركة بئر السبع، كانت حدثا مؤسسا في صناعة الهوية القومية
الاسترالية، التي شارك فيها الخيالة الاستراليين والنيوزلنديين، ما مهد للسيطرة على
مفترق طرق استراتيجي، والوصول إلى القدس.
تحي
جمعية الخيالة الاستراليين، بشكل منتظم ذكرى المعركة، بعرض عسكري، بمشاركة جيش
الاحتلال، وفي عام 1917م، أحيت ذكرى مئوية المعركة، باحتفال عسكري صاخب، استغلته
حكومة الاحتلال لتمتين تحالفاتها السياسية.
استقطب الاحتفال المئوي 3000 سائح، قدموا خصيصا من
استراليا ونيوزيلندا للمشاركة في حضور الفعاليات.
يوجد
في مدينة بئر السبع، مقبرة عسكرية بريطانية، ومركز تخليد الإرث القتالي للخيالة الاستراليين
والنيوزلنديين (الانزاك).
يؤكد
عودة الله: "على سياسات تخليد ذكرى قتلى الحرب من الغزاة في تمتين التحالفات الإستراتيجية
ما بين الكيان والكيانات الاستعمارية الأوروبية".
قال
سامر الشريف، المسؤول في مجموعة تجوال سفر، إن المجموعة ستستكمل، بالتعاون مع
الدكتور عودة الله، تنظيم مسارات بحثية، تتعلق بالحرب العالمية الأولى في فلسطين.