في
السنوات الأخيرة، زاحمت صور مار شربل، صور أيقونات القديسين الأكثر شعبية في بيت
لحم، وحقق دير مار شربل الذي أعيد فتحه نجاحًا، في استقطاب مؤمنين محليين، لأداء
الطقوس الدينية، ونشر ثقافة مارونية، وكله بجهد الأب يعقوب، الذي يقطع المسافة بين
بيت لحم وحيفا، مرتين في اليوم، وهي مسافة طويلة، لأن أنظمة الدير تمنع راعيه من
النوم فيه.
تلقى
الدير، دعمًا من السلطة الفلسطينية، والرئيس أبو مازن، الذي سمى وافتتح الشارع
الذي يقع عليه الدير، باسم مار شربل.
الشخصيات
الأكثر قداسة التي نقشها الأهالي على عتبات منازلهم منذ عام 1838م على الأقل، هما
الخضر الأخضر والسيدة العذراء.
ولأوّل
مرة تظهر صور مار شربل على واجهة بناية في بيت لحم، قد تكون لا تشبه أيقونات الخضر
الأخضر والسيدة مريم، التي تُحفر محليًا، وعلى الحجر المحليّ المتعدد الأنواع
العابق بميثولوجية ارتبطت بالدين والقداسة، ليس فقط للمواطنين، ولكن حتى
للمستعمرين، كما حدث مع رجال إدارة الاحتلال البريطاني.
ماذا
يرى المحليون، الذي اطمئنوا لقرون، للخضر الأخضر والسيدة مريم، ومنحوا مواقع عديدة
أساطير تتعلق بهما، في القديس الجديد، الذي لا يعرفون عنه الكثير، ولم يظهر لهم
خلال السنوات المفصلية التي عاشوها من الحرب العالمية الأولى، إلى النكبة،
والنكسة؟
ربما
بعد سنوات سيحقق مار شربل حضوره الديني والاجتماعي، وربما لا، ولكنّها المرة الأولى
التي يظهر فيها فسيفسائيًا على واجهة مبنى حديث، متعدد الاستخدامات، في حي حديث،
سيحتاج بالتأكيد إلى بركات قديس جديد، آت من بعيد (نسبيًا)، ولكن ذلك لوحده لا
يبعث الاطمئنان، ففي مدخل البناية، يظهر الخضر الأخضر فيسفسائيا أيضًا، لا أحد
يمكن أن يترك خلجاته للصدف..!
أهلا
مار شربل، الأرض المقدسية تتسع لقديس جديد..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق