يظهر
في هذه الصورة جمال، والمرحوم حبيب الأرض عبد الفتاح عبد ربه، خلال قياس زيتونة
البدوي، في قرية الولجة. كان الأمر بالنسبة لثلاثتنا جديًا. قد تكون الزيتونة، أقدم
شجرة زيتون في العالم. عرّفنا عبد الفتاح، على من جمعنا منهم ومنهن شهادات عن
الشجرة من الأهالي، وللأسف فان ما جمعناه حينها، ما زال، هو الجهد المعرفي
الميداني الوحيد عن الزيتونة، الذي ينقل دائما على الانترنت، أو من سرقه ليضمنه
كتبا، دون أية إضافة.
قبل
سنوات طويلة، وكان جمال رفيقي في اكتشاف البلاد والعباد، وصلنا إلى زيتونة البدوي،
اثر سماعي عنها من المهندس الزراعي نادي فرّاج، وكانت التقديرات أنَّ عمرها خمسة آلاف
عام، وتبيّن لاحقًا أن ذلك لم يكن إلّا عواطف زائدة، ولاحقًا تواضع الرقم إلى نحو
ثلاثة آلاف عام.
قبل
عامين أو ثلاثة استضفت تحت الزيتونة، مجموعة من الأدباء العرب. قالت كاتبة من
الكويت، وقد علت دهشة الاكتشاف وجهها:
-يعني
أن هذه الشجرة موجودة حتى قبل الأديان..!
أجبتها
بنعم، الهوية الفلسطينية، تطورت، وتكيفت، مع تغيير النّاس لأديانهم، نتيجة عوامل
عديدة، ولكن دون التخلي عن هويتهم.
جمال
هو واحد من ورثة هذه الهوية، التي أضاف إليها، ما يناسب جيله، وظرفه التاريخي،
ولهذا السبب، هو الآن يعاني في زنازين التحقيق في معتقل الجلمة، لليوم السادس على
التوالي.
اعتقل،
للأسف، قبل رؤيته لهذه الصورة، التي اكتشفتها في أرشيفي، وحفظتها لأرسلها له.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق