كنيسة المهد، لم تعد
كنيسة المهد التي عرفناها...!
غادر الايطاليون بيت
لحم، تاركين مدينة الميلاد، ليعيّدون في بلدهم، حتى لو كانت بعيدة عن حدث الميلاد،
تاركين خلفهم ثمارهم؛ الكشف عن مساحات أوسع من فسيفساء القرن الرابع الميلادي
المبهرة، ونظفوا الأعمدة في قاعة بين العمدان التي صُنعت من صخور جبل إصّلَيّب، الذي
أصبح اسمه الآن مستوطنة جيلو.
أصبحت الرسومات على
الأعمدة أكثر وضوحًا، ولكن هذا ليس الانجاز الأهم، وإنما الغرافيتي الذي رسمه
فنانون بدائيون، لأسباب نجهلها، واختفى تحت الغبار وبقايا الشموع والأوساخ غير
المرئية.
تراث مهم خطه الحجّاج
والعابرون، في مقابل فن الأيقونات الرسمي، بالإضافة إلى عشرات الكتابات بأحرفٍ
عربية، تدل على تراث مسيحي مستمر منذ قرون، يحتاج إلى قراءة وتحقيق.
لا شك أن الاكاديميا
الغربية ستهتم، والبعض اهتم بالفعل منذ الكشف قبل أشهر عن بعض الغرافيتي، اثر
تنظيف جزء من الأعمدة.
سيعود الايطاليون
لإكمال عملهم، وستهتم صحفهم وأكاديميوهم بما كشفوا وسيكشفونه، وكأن البلاد ليست
لأصحاب البلاد غير المهتمين.
الأب يعقوب راعي دير
مار شربل، يغلق ديره، ويلوح لي، سيكون أمامه غدًا نشاط حافل؛ سيحضر الرئيس لافتتاح
شارع مار شربل، الذي اسمه شارع وادي معالي. شكل جديد من الدبلوماسيات بين رام الله
وبيروت؛ دبلوماسية الشوارع. اللوحة التأسيسية ثبتت بالفعل مقابل الدير بتاريخ يوم
غد، ولكن أظن أن النّاس لن يتخلوا عن الاسم القديم.
عمومًا لتغيير أسماء
الشوارع فوائد، فقد تم إعادة دهن أرصفة الشارع، وآليات البلدية مستمرة بالعمل
لتهيئة الشارع للزيارة الرئاسية.
وزارة السياحة
الفلسطينية لديها أيضًا ما تفخر به؛ وضع لوحات إرشادية للحجاج على جدار الكنيسة
الخارجية، لأوَّل مرة منذ تأسيسها في أواسط التسعينات. ولكنها لو أرادت مثلاً رفع
العلم الفلسطيني فلن تستطيع.
في بيت لحم، عيد
ميلاد آخر؛ يحضر كثيرون، ويغيب طفل المغارة الفقير..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق