سلسلة من الكتب
اشتهرت في سبعينات القرن الماضي وما بعدها عن التعذيب في سجون عبد الناصر، أشهرها
ما كتبه الشيوعيون والإخوان المسلمون أمثال احمد رأفت، وزينب الغزالي، وطاهر عبد
الحكيم، والهام سيف النصر، وسعد زهران، وعبد العظيم أنيس. وهناك كتب أخرى كتبت
لخدمة نظام السادات مثل عودة الوعي لتفويق الحكيم، وثالثة رصدت تجربة في تاريخ مصر
مثل رواية الكرنك لنجيب محفوظ، التي عندما حولت إلى السينما بتوقيع علي بدرخان،
اشترطت الرقابة إضافة بداية ونهاية، تظهر نظام السادات بشكل مختلف عن نظام عبد الناصر.
وما جاء في هذه الكتب،
وأخرها، بالنسبة لي، مذكرات الشيوعي الفلسطيني عبد الرحمن عوض الله، يستشف منها أن
أساليب التعذيب التي مورست استهدفت التصفية الجسدية للمعتقلين، ومن نجا من الموت
لن ينجو من التصفية المعنوية، ولكن لدى التمعن في عدد الضحايا، فانه لا يعكس حجم
التعذيب الذي تم الحديث عنه. بالنسبة للشيوعيون مثلا يتم الحديث عن ثلاثة أو أربعة
شهداء، وبالطبع فان شهيد واحد أو معتقل واحد تعرض للتعذيب، كفيل بإدانة النظام، أي
نظام.
بالنسبة لزينب
الغزالي، نجد تدخلا إلهيا حال دون قضاء الكلاب عليها، ولكن ماذا بالنسبة
للشيوعيين؟ عندما يتمعن المرء في مذكرات عوض الله، يسأل من هو الشخص الذي يمكن أن
يتحمل 300 جلدة بالكرباج؟ وليس هذا فقط، ولكن بعد الكرباج نهش الكلاب. أعتقد أن
ضربة كرباج واحدة يمكن أن تكون قاتلة.
كم ضربة بالهراوة على
الرأس يمكن أن يتحمل أي إنسان؟ في الثقافة الشعبية الفلسطينية يطلق على الإنسان (أبو
هواة) أي الكائن الذي يمكن أن يموت بضربة واحدة.
هل بالغ الشيوعيون والإخوان
المسلمون في وصف هولوكوست عبد الناصر؟ هل ثمت دراسات نقدية أعادت النظر فيما كتب؟
أم أن الأمر مثل كل أمور العرب، غير مهم؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق