حاول ثائر
مزهر، أن يتمالك أعصابه وهو يخاطب ابنه أركان المسجى على حمالة في مستشفى بيت جالا
الحكومي، وهو يخاطبه: "بحبك يابا، بحبك وأنت بتحبني"، ولكن الابن لم يكن
قادرًا على سماعه، فقبل ساعات قليلة، كان جنود الاحتلال قد تركوا رصاصهم في جسده
الصغير في أزقة مخيم الدهيشة، فاردوه شهيدًا.
اختنقت عينا
ثائر بالدموع، وهو يقبل ابنه (15 عاما) الذي ارتقى شهيدًا خلال مواجهات هي الأعنف
منذ شهور في مخيم الدهيشة، قرب بيت لحم، بين جنود الاحتلال وفتية المخيم، خلال
اقتحامه لاعتقال عدد من أبنائه، ولم يعد قادرًا على التحكم بمشاعره.
قال ثائر، بان
ابنه أركان مصدر سعادته، وهو يزفه شهيدا، مضيفا: "لك المجد يا غالي استودعك
شهيدًا".
قبل عام
بالتمام والكمال، وبعد عشر دقائق من بزوغ فجر جديد، خط أركان على صفحته على موقع
التواصل فيس بوك، ما كان يختلج في ذهنه حينها: "عادي لو سقطنا على الأرض
شهداء فالقنابل بسقوطها تنفجر".
وبعد اقتحام
قوات الاحتلال للمخيم، فجر اليوم، كان مع عشرات الفتية الذين خرجوا لمواجهتها،
فأصيب بجراح خطيرة، فنقله رفاقه إلى مستشفى بيت جالا، ليعلن استشهاده.
خلال هذا
العام كان أركان شاهدا على جرائم الاحتلال التي ارتكبها ضد مجايليه من أبناء المخيم،
ومنهم حسن ابن عمه، الذي أصابته رصاصة وهو في طريقه إلى المدرسة، جعلته مقعدا.
ينتمي الشهيد
أركان لعائلة مناضلة، فجده حلمي، قاوم الاحتلال مبكرًا واعتقل، وابعد إلى خارج
الوطن، وناضل في صفوف حركة فتح، خاصة في القطاع الغربي، وبعد اتفاق أوسلو عاد إلى
أرض الوطن، وانضم إلى التوجيه السياسي.
وتعرض والده
ثائر وأعمامه إلى الاعتقال أكثر من مرة، وكانوا من نشطاء الانتفاضات المتعاقبة ضد
الاحتلال.
ونعت الجبهة
الشعبية في مخيم الدهيشة: "بمزيد منن الفخر والاعتزاز شهيدها البطل الشبل
أركان مزهر الذي ارتقى فجر هذا اليوم من على ثرى أرض المخيم أثناء تصديه لقوات الاحتلال".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق