جلس الفنان
سمير سلامة، في جاليري باب الدير في بيت لحم، واصلاً نفسه بجهاز تنفس، بسبب وضعه
الصحي، مستقبلاً رواد معرضه بحبور، وبابتسامة لم تفارق وجهه. الفنان الفلسطيني
الذي أثقلته النكبات والشتات الطويل والذي استقر أخيرًا في باريس، أراد توجيه
رسالة حب لجمهوره الفلسطيني.
ما بين معرضه الأول
عام 1963م، ومعرضه الاستعادي الذي افتتح في أربع صالات عرض في القدس ورام الله
وبيت لحم، ثمة رحلة طويلة للفنان سمير سلامة المولود في صفد عام 1944م، أغنت مدونة
الفن التشكيلي الفلسطيني.
قدم الفنان
سلامة، الفنان خالد الحوراني، مشيرا إلى احتفاء فلسطين بسلامة من خلال معرضه
الاستعادي الأول.
واعتبر
الحوراني، سميرا، بأنه من أهم خمسة تشكيليين فلسطينيين، وصاحب تجربة متنوعة، خلال
رحلة طويلة بدأت من مخيمات اللجوء في سوريا، وحطت رحالها أخيراً في باريس.
وعبر الفنان
سلامة عن مشاعره وهو يشعر بأنه بين محبيه وناسه، وقال: "أشعر بسعادة غامرة في
أن أكون بينكم، ليس فقط كفنان، ولكن أيضا كانسان فلسطيني، مبعد عن وطنه، وعندما
يلتقي بأهله في وطنه، فان حالته النفسية تتغير كثيرًا وايجابيًا. أنا سعيد جدًا
وحالتي النفسية جيدة جدًا الآن، رغم حالتي الصحية، سأحبكم دائمًا، حتى عندما أذهب إلى
عالم آخر، سأظل أحبكم".
بعد النكبة
التي عصفت بفلسطين، أصبح سلامة لاجئًا مع عائلته في درعا السورية، حيث بدأت موهبته الفنية تظهر، والتحق بكلية
الفنون الجميلة «قسم التصوير» في دمشق، ليتخرج منها عام ١٩٧٢م، وانتقل لاحقا إلى مدينة
بيروت ليؤسس مع زملائه قسم الفنون التشكيلية في دائرة الإعلام الموحد التابعة
لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتعتبر العاصمة الفرنسية باريس، محطة مهمة في مسيرته
الفنية، حيث تابع دراسته الفنية في المدرسة العليا الوطنية للفنون « البوزار»، وشارك
في أكثر من سبعين معرضًا فرديًا وجماعيًا في عواصم عربيه وعالمية.
يضم المعرض
الاستعادي الذي يتوزع في فضاءات جاليري زاوية، وجاليري ١ في رام الله، وحوش الفن
الفلسطيني في القدس، وجاليري باب الدير في بيت لحم، أعمالاً فنية متنوعة تعرض
لتجربة سلامة الطويلة والغنية، منذ معرضه الأول عام ١٩٦٣ في مدينة درعا السورية. وتتنوع
أعماله بين الواقعية التجريدية والتجريدية الغنائية معمدة باستخدام أنيق للخط
العربي والثيمات الشرقية، وبين التخطيطات والرسم المائي والطباعة.
تقدم الصالات التي تحتضن أعمال معرض سلامة
الاستعادي في فلسطين، لوحاته التي: "تؤشر على لغته الخاصة وأسلوبه في الرسم
والتلوين الذي صاغه مع الوقت بإصرار ودأب مستفيدًا من إرثه المحلي ومنفتحًا على
فضاء العالم وتنوعه الثقافي".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق