بينما كان جنود العدو
الجديد، يتقدمون إلى المدينة التي استسلمت سلميا، بعد مقاومة فردية أبداها
المكلفين الشبان في معسكر مار الياس، كان موظف بريد بيت لحم، يختم على مظروف
مكتوب، آخر ختم في العهد الأردني الذي سينتهي بعد قليل.
يقع مقر البريد في
شارع جمال عبد الناصر، في منطقة الدهيشة. وضع حجر الأساس له الملك حسين، وبني من
طابق واحد، بحجر الدهيشة المائل إلى الزرقة، والذي يسمى لقساوته (مزي يهودي).
كان الموظف يوثق
للتاريخ، لبلاد سيوحدها الاحتلال الجديد، وسينقل بعد سنوات البريد إلى ساحة المهد،
ويخصص المبنى لروابط القرى التي أرادها المحتلون بديلا عن منظمة التحرير، ومنظر
المسلحين الزعران على باب البريد، ما زال في الذاكرة.
ارتكب مسلحو الروابط،
جرائم ضد أبناء شعبنا، الذي قاوم وأفشل مشروعهم الذي وقف على رأسه أكاديمي شرقي احتلالي
مستعرب هو مناحيم ميسلون.
كيف يفكر ميسلون في
العرب، عندما سيتعامل معه لاحقا كتّاب عرب،كأكاديمي
ومستعرب؟
وستكون صدمة لكثيرين، عندما ترشح الأخبار من
تونس الفلسطينية، في العام الثاني للانتفاضة الأولى، بان قادة عصابات روابط القرى،
استقبلوا هناك..!
رسالة أخرى عن
خيارات، ولم تكن، للأسف هذه المرة، الرسالة الأخيرة..!
**
*الصورة من كتاب: تاريخ
فلسطين في طوابع البريد: مجموعة نادر خيري الدين أبو الجبين
رائع،،، مزيد من الثقافة المعرفية
ردحذفرائع،،،مزيدا من الثقافة العرفية
ردحذف