"براءة
عيونك زي أزمة قلنديا ملهاش حل"
والمقصود أزمة
حاجز قلنديا المرورية الخانقة التي يسببها الاحتلال، بسياسته تجزير الأراضي
المحتلة، وتحويلها إلى غيتوهات، تحتجز مئات آلاف الفلسطينيين فيها، فيما يمكن وصفه
بأكبر سجن على وجه الأرض، وربما في كل العصور.
عندما قرأت
هذا الغرافيتي في حارة العناترة في بيت لحم الذي يربط الحب بحاجز قلنديا، لم أفكر
بأن كاتبه قد يقصد متاعب تتعلق بالحب بين الطوائف، ولم أنتبه إلى انه قد يكون كذلك
أو لا يكون، إلّا عندما قرأت ما كتبته تاييه سيلاسي بعنوان (الحب في زمن قلنديا)
الذي المدرج ضمن كتابات لكتّاب مشهورين في العالم في كتاب (مملكة الزيتون والرماد)
الذي قدم فيه كاتبوه شهادات على زمن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.
تاييه سيلاسي،
كما يعّرفها الكتاب هي كاتبة ومصورة، ولدت في لندن وترعرعت في بوسطن، لها عدة كتب
من بينها رواية (غانا مست غو) والتي كانت الأكثر مبيعًا في نيويورك تايمز، وواحدة
من أفضل عشرة كتب لعام 2013 لدى وول ستريت جورنال والايكونوميست.
اختارت سيلاسي
أن تكتب عن علاقات الحب بين الفلسطينيين والإسرائيليين، واستنتجت بان دولة
الاحتلال نجحت فيما سمته ب "تعريق" الحب والذي وصفته بأنه " أسوأ
تجليات التجرد من الإنسانية" وذلك:
"بواسطة الدمج بين السياسات الرسمية والنتاج الثقافي والترهيب المشوب بالعنف".
تكتب ببصيرة:
"عندما أفكر في مساعي تجريد الفلسطينيين من السمات الإنسانية، تستعيد ذاكرتي
دومًا الصورة التالية: حشد مكتظ من الرجال عند معبر قلنديا، يتدافعون بوجوه متجهمة
نحو المعبر لاجتيازه في أسرع وقت ممكن. لا يمكن رؤية هذا المشهد من دون التفكير في
أن مخططي ومهندسي الاستعمار لا يعتبرون الفلسطينيين بشرًا. مع أن العديد من
الإسرائيليين يؤكدون على إنسانية جيرانهم العرب، إلّا أن المخاطر المترتبة على
الانخراط في علاقة حب مع أي منهم تنجح في التشويش والتعتيم على هذه السمات
الإنسانية".
لم يحتاج فتى
حارة العناترة التي يعيش فيها مسيحيون ومسلمون مسموح لهم أن يتشاركوا كل شيء ولكن
يمنع عليهم الحب، لبحث متعب، فخط على جدران حارته بعفوية ما يصلح لوصف علاقات الحب
الوجودية ليس فقط في زمن الاحتلال، ولكن أيضًا في المجتمعات التي تمتهن (طوأفة)
الحب، ولا وظيفة لها إلّا إعادة إنتاج ذاتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق